يتم تداول التنبؤات المختلفة بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات في المستقبل، وتتضمن بعضها تأثيراً سلبياً مثل الفقدان المتوقع للعديد من فرص العمل، وبعضها الآخر إيجابي مثل إمكانية اكتشاف حقائق جديدة عن الكون.
تعتمد معظم هذه التوقعات على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي لا تزال في طور التطوير، ولكن دراسة حديثة أجرتها جامعة هارفارد وشركة ماكنزي للاستشارات الإدارية، كشفت أن تقنيات الذكاء الاصطناعي الموجودة حاليًا في قطاع الرعاية الصحية يمكنها توفير مليارات الدولارات سنويًا.
وفقًا للدراسة، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي الموفرة للتكاليف في قطاع الرعاية الصحية استخدامها في المهام الإدارية مثل تحسين مستويات التوظيف حسب طلب المريض، وتحسين جدول غرف العمليات بحيث يمكن إجراء المزيد من العمليات الجراحية، وإدارة بيانات المرضى بفعالية.
كما يمكن استخدامها في مهام الرعاية الصحية السريرية مثل التنبؤ بإصابة المريض بالمرض نفسه مرة أخرى وتشخيص صور الأشعة ورصد الأمراض الوبائية بسرعة، بالإضافة إلى تعزيز الأبحاث الطبية وتطوير العقاقير الجديدة.
ويمكن تحقيق توفير التكاليف دون التضحية بالجودة وإمكانية الوصول، مما يؤدي إلى فوائد غير مالية مثل تحسين جودة الرعاية الصحية وزيادة الوصول وتوفير تجربة أفضل للمرضى ورضاً أكبر للأطباء.
ويمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يشمل النماذج اللغوية الكبيرة، أن يستخدم في قطاع الرعاية الصحية كروبوتات دردشة تفاعلية لتسجيل المحادثات بين المريض ومقدم الخدمة، وإنشاء ملخص للزيارة يتضمن التاريخ الطبي للمريض وأكواد التشخيص وأي ملاحظات أخرى يضيفها مقدم الخدمة.
وتشير الإحصائيات إلى أن روبوتًا مثل هذا يمكنه في المتوسط ملء مخطط طبي في أقل من أربع دقائق مقارنة بـ80٪ من دقة، وهذا يمكن أن يوفر الكثير من الوقت لمقدمي الرعاية الصحية ويحسن دقة وسرعة التوثيق الطبي.
ومن المتوقع أن تستمر تقنيات الذكاء الاصطناعي في التطور والتحسين في المستقبل، وسيتم استخدامها بشكل أوسع في العديد من الصناعات بما في ذلك الرعاية الصحية. ومع تحسين الفهم للتحديات والفرص المتاحة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحسين جودة الرعاية الصحية والكفاءة والإنتاجية، ويمكن أن يكون له دور كبير في تحسين صحة الأفراد والمجتمعات وتخفيف الأعباء على النظام الصحي.
إرسال تعليق