آخر الأخبار

هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي في قرارات الاستثمار؟


 يبرز تقرير حديث نشره موقع "ساينتفيك أميركان" تساؤلات جدية حول مدى موثوقية الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات استثمارية هامة. التقرير يسلط الضوء على عدم قدرة العديد من الصناديق الاستثمارية المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تحقيق العوائد المتوقعة، مما يكشف نقاط الضعف العميقة في هذه التكنولوجيا التي يُعتقد أحيانًا أنها تفوق التوقعات.

الذكاء الاصطناعي أثار ضجة كبيرة منذ ظهوره، خاصة بعد إطلاق "شات جي بي تي" وروبوتات الدردشة الأخرى. اعتبر البعض، مثل مارك أندريسن وبيل غيتس، أن هذه التكنولوجيا تمثل قفزة نوعية تعادل في أهميتها ظهور الإنترنت والكمبيوتر الشخصي. لكن هذه الضجة سرعان ما تلاشت مع فشل الذكاء الاصطناعي في تقديم نتائج ملموسة في مجالات حساسة، مثل التوظيف والقضاء والتمويل.

تجربة صناديق الاستثمار المتداولة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تعد مثالًا واضحًا على هذا الفشل. فقد تم إطلاق أول صندوق استثماري مدعوم بالكامل بالذكاء الاصطناعي في أكتوبر 2017 من قبل منصة "إيكوبوت"، وتبعه صندوق آخر من شركة "هورايزنز". لكن مع مرور الوقت، ظهرت نتائج مخيبة للآمال؛ حيث حققت هذه الصناديق عوائد أقل بكثير مقارنة بمؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، بل إن بعض الصناديق خسرت أموال المستثمرين.

التحليل الشامل للصناديق الاستثمارية المدعومة بالذكاء الاصطناعي أظهر أن الأداء كان في المتوسط أسوأ من المؤشرات التقليدية، بل إن الكثير من هذه الصناديق أغلقت أبوابها بعد فشلها في تحقيق الأهداف المرجوة. تكمن المشكلة في أن الذكاء الاصطناعي، على الرغم من قدرته على التعرف على الأنماط الإحصائية، لا يمتلك القدرة على تمييز الأنماط المعقولة من غيرها. 

حتى يتمكن الذكاء الاصطناعي من فهم السياق الحقيقي للكلمات وربطها بالعالم الواقعي، سيظل غير موثوق في اتخاذ القرارات الحرجة، خاصة في المجالات التي تعتمد على الحكم البشري والتقييم العميق.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.