أظهرت دراسة حديثة علاقة واضحة بين استخدام الأطفال للأجهزة اللوحية في سن مبكرة وظهور مشاكل سلوكية لاحقاً. نتائج البحث التي نشرتها مجلة جاما للطب النفسي أظهرت أن الأطفال الذين بدأوا استخدام الأجهزة اللوحية في عمر ثلاث سنوات ونصف يميلون إلى إظهار علامات الغضب والإحباط بعد مرور عام واحد.
هذا الاتجاه يستمر مع تقدم الأطفال في العمر، حيث لوحظت نوبات غضب ومشاعر إحباط لدى الأطفال في سن خمس سنوات ونصف، الذين استخدموا الأجهزة اللوحية في عمر أربع سنوات ونصف. الباحثون يشيرون إلى أن الاستخدام المبكر للأجهزة اللوحية قد يعوق قدرة الأطفال على إدارة عواطفهم بشكل سليم في حياتهم اليومية.
يعود السبب في ذلك إلى أن الأطفال يتعلمون التعبير عن مشاعرهم من خلال التفاعل مع والديهم ومراقبة محيطهم، وهو ما يمكن أن يحرموهم منه الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية. كما أن طريقة استخدام الأجهزة اللوحية، سواء للقراءة أو مشاهدة مقاطع الفيديو، ومدى تفاعل الوالدين مع الأطفال أثناء استخدامهم للجهاز، تلعب دوراً مهماً في هذا السياق.
الباحثون أوضحوا أن تفاعل الوالدين مع الطفل أثناء استخدامه للأجهزة اللوحية يمكن أن يساعده في الاستجابة بشكل أفضل للمشاعر والإشارات السلوكية. بناءً على هذه النتائج، يحث الباحثون الآباء على توخي الحذر بشأن وقت استخدام الشاشات للأطفال، نظراً للآثار السلبية المحتملة على نموهم العاطفي والسلوكي.
في سياق متصل، أفاد مكتب الإحصاء الأمريكي بأن 80% من الأطفال في الولايات المتحدة يمتلكون أجهزة لوحية، وهي نسبة قد تكون مشابهة في العديد من البلدان الأخرى.
إرسال تعليق