أعلن مختبر الأبحاث التابع لمجموعة ميتا في باريس عن إنجاز جديد في مجال فك تشفير الجمل من الإشارات العصبية، مستفيدًا من تقنيات الذكاء الاصطناعي وأجهزة مراقبة الدماغ غير الجراحية. هذه التطورات قد تمهد الطريق لابتكارات مستقبلية تساعد الأشخاص الذين فقدوا القدرة على الكلام في استعادة التواصل.
تمكن الباحثون في مختبر "فير" من إعادة بناء الحروف والجمل المطبوعة من إشارات عصبية بسيطة سجلها جهاز تخطيط الدماغ المغناطيسي، وهو جهاز لا يتطلب تدخلًا جراحيًا. ووفقًا لعضو فريق البحث جان ريمي كينغ، فقد طلب من المشاركين كتابة جمل على لوحة مفاتيح، بينما تم قياس نشاط أدمغتهم بتفاصيل دقيقة تصل إلى أجزاء من الألف من الثانية.
نتائج التجربة أظهرت قدرة غير مسبوقة على فك رموز الإشارات الدماغية، حيث تمكن الباحثون من إعادة بناء ما يصل إلى 80% من الأحرف بدقة، ما أدى إلى تكوين جمل كاملة في العديد من الحالات. هذه التقنية تفتح آفاقًا جديدة لواجهات الدماغ والحاسوب غير الجراحية، والتي قد تسهم مستقبلاً في مساعدة المصابين بإعاقات في النطق على استعادة قدرتهم على التواصل.
لكن على الرغم من هذا التقدم، أشار فريق البحث إلى أن التطبيق العملي لهذه التقنية لا يزال يواجه تحديات كبيرة، إذ أن معدل الدقة لا يزال بحاجة إلى تحسين ليصل إلى مستوى يمكن اعتماده سريريًا. وأوضح كينغ أن التقنية ليست جاهزة بعد للاستخدام كمنتج أو كأداة طبية موثوقة.
الجدير بالذكر أن أبحاثًا سابقة في مجال تحويل اللغة من الدماغ إلى نصوص مكتوبة أظهرت تقدماً كبيرًا، حيث تمكن باحث من جامعة "يو سي ديفيس" من تحقيق دقة تصل إلى 97.5% في التعرف على الكلمات، لكنه احتاج إلى إجراءات جراحية لتحقيق ذلك، بعكس نهج ميتا غير الجراحي.
إلى جانب هذا التطور، يعمل مختبر "فير" على تحسين التفاعل بين البشر والروبوتات عبر الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى تقدم كبير في تطوير نماذج قادرة على فهم التعليمات المعقدة، وتحليل المهام إلى خطوات قابلة للتنفيذ، وتقديم مساعدات فعالة للمستخدمين. هذه التطورات تعزز التوجه نحو دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية بطرق أكثر تقدمًا وواقعية.
إرسال تعليق