تستعد شركة إنتل لموجة تسريحات ضخمة قد تطال أكثر من خُمس قوتها العاملة حسب مصادر موثوقة من داخل الشركة، في خطوة جذرية تهدف لإعادة هيكلة عملياتها وتركيز استثماراتها على مجالات الذكاء الاصطناعي والبحث والتطوير.
المفاجأة الكبرى تكمن في حجم التسريحات المتوقع الذي قد يصل إلى عشرات الآلاف من الموظفين، وذلك بعد أن أنهت إنتل عام 2024 بعدد إجمالي للعاملين يقارب 109 آلاف موظف. هذه الخطوة تمثل استمرارًا لسياسة خفض التكاليف التي انتهجتها الشركة خلال السنوات الأخيرة.
المصادر تشير إلى أن الإعلان الرسمي قد يصدر هذا الأسبوع بالتزامن مع إعلان النتائج المالية للربع الأول، وهي الفترة التي تفضلها الشركات للإفصاح عن مثل هذه القرارات الصعبة. القرار يعد الأول من نوعه منذ تولي الرئيس التنفيذي الجديد ليب بو تان مهامه في مارس الماضي.
الخلفية تكشف عن أزمة عميقة تعاني منها إنتل، حيث تواصل مبيعاتها التراجع منذ عام 2022 وسط صعوبات في مواكبة الثورة التقنية خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي. وكانت الشركة قد أعلنت في أغسطس الماضي عن نيتها تسريح أكثر من 15 ألف موظف.
في سياق متصل، تعمل إنتل على بيع الأصول غير الأساسية كجزء من استراتيجية إعادة الهيكلة، حيث كشفت تقارير حديثة عن بيع حصة الأغلبية في شركة Altera المتخصصة في الرقاقات الإلكترونية مقابل 4.46 مليار دولار، مع توقع إتمام الصفقة لاحقًا هذا العام.
هذه التحركات الجذرية تعكس محاولة إنتل اليائسة لإعادة تحديد مسارها في سوق يشهد تحولات جذرية، حيث تخسر الشركة تدريجيًا مكانتها كعملاق رقاقات لا يُضاهى لصالح منافسين أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع متطلبات عصر الذكاء الاصطناعي.
إرسال تعليق