في عام 1948، وضع كلود شانون حجر الأساس لنظرية النماذج اللغوية الاحتمالية، لكن فكرته واجهت سخرية اللغوي نعوم تشومسكي الذي وصفها بأنها "عديمة الجدوى". بعد ثلاثة أرباع قرن، أثبت ظهور شات جي بي تي عام 2022 أن شانون كان سباقاً بفكرته الثورية.
كيف تعمل النماذج اللغوية الحديثة؟
تعتمد نماذج مثل شات جي بي تي وجيميني على تحليل كميات هائلة من النصوص عبر الإنترنت، حيث تبني شبكات معقدة تتنبأ بالكلمة التالية في أي سياق. هذه التقنية تشبه سحب كلمات من قبعة تحتوي نسخاً أكثر للكلمات الأكثر احتمالاً.
الإبداع البشري vs الذكاء الاصطناعي
وصف علماء مثل دوجلاس هوفستاتر مخرجات هذه النماذج بأنها "فراغ مخفي تحت قشرة براقة"، بينما تشبهها عالمة اللغويات إميلي بندر بـ"الببغاوات العشوائية" التي تعيد تدوير المحتوى الموجود. الإبداع البشري الحقيقي ينبع من رؤية فريدة وأفكار أصيلة، بينما يقتصر الذكاء الاصطناعي على دمج المحتوى الموجود بطرق جديدة.
تحديات الكتابة الإبداعية بالذكاء الاصطناعي
يواجه الكتّاب تحدياً كبيراً عند استخدام هذه الأدوات، حيث يصعب على النماذج استيعاب الأسلوب الفريد للكاتب بسبب نقص البيانات الكافية. النتيجة غالباً ما تكون نصوصاً تفتقد للعمق والتميز، ما يفرض على الكاتب بذل جهد أكبر في التعديل والتحسين.
دروس من عالم البرمجة
كما في البرمجة، تتفوق النماذج اللغوية في المهام الروتينية المتكررة، لكنها تعجز عن المشاريع المعقدة التي تتطلب رؤية إبداعية شاملة. المفتاح هو تقسيم العمل إلى خطوات صغيرة واستخدام تقنيات مثل "هندسة المطالبات" و"سلسلة التفكير" لتحسين النتائج.
الوهم والواقع
تجربة جوزيف وايزنباوم مع برنامج إليزا في الستينيات كشفت عن ميل البشر لإضفاء صفات إنسانية على الآلات. اليوم، مع تطور التقنية، يبقى التحدي الأكبر هو التمييز بين الذكاء الحقيقي ومحاكاة الذكاء، واستخدام هذه الأدوات كمساعدين وليس بديلاً عن الإبداع البشري الأصيل.
إرسال تعليق