أعلن الباحث البارز في مجال الذكاء الاصطناعي تاماي بيسرولو عن تأسيس شركته الناشئة "ميكناياز" التي تهدف إلى أتمتة كافة الوظائف البشرية باستخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط التقنية والاقتصادية.
تستهدف الشركة سوقاً تقدّر قيمته بنحو 60 تريليون دولار سنوياً، مع التركيز المبدئي على أتمتة الوظائف المكتبية بدلاً من الأعمال اليدوية التي تتطلب روبوتات. ووفقاً لتصريحات بيسرولو، فإن هذه الأتمتة الشاملة ستؤدي إلى "وفرة اقتصادية هائلة وارتفاع في مستويات المعيشة".
لكن هذه الرؤية المتفائلة قوبلت بانتقادات حادة من خبراء الاقتصاد والتقنية. عالم الفلك أنتوني أغيري وصف المبادرة بأنها "خسارة فادحة لمعظم البشر"، مشيراً إلى أن الأتمتة الكاملة ستكون بمثابة جائزة للشركات الكبرى على حساب العمال.
يدافع بيسرولو عن مشروعه بالقول إن العمال في عصر الذكاء الاصطناعي سيتحولون إلى أدوار مكملة أكثر قيمة، كما أن الدخل قد يأتي من مصادر غير تقليدية مثل الأسهم والعقارات والرعاية الاجتماعية. لكن هذا الطرح يثير تساؤلات حول جدوى الاقتصاد في عالم لا يعمل فيه البشر.
من الناحية التقنية، تعمل "ميكناياز" على تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة من النماذج الحالية التي تعاني من مشاكل في الموثوقية والاستقلالية. لكنها ليست الوحيدة في هذا المضمار، حيث تتنافس مع عمالقة مثل مايكروسوفت وأوبن إيه آي وعدد من الشركات الناشئة المتخصصة.
يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه شركة "إيبك" للأبحاث -التي شارك بيسرولو في تأسيسها- انتقادات بسبب تعاونها السري مع أوبن إيه آي لتطوير معايير أداء الذكاء الاصطناعي.
بينما يحظى المشروع بدعم مستثمرين مرموقين مثل نات فريدمان وباتريك كوليسون، تبقى الأسئلة الكبرى حول آثاره الاجتماعية والاقتصادية المحتملة، وما إذا كانت البشرية مستعدة لعالم يعمل فيه الذكاء الاصطناعي بدلاً من البشر.
إرسال تعليق