يشهد العالم تحولاً جذرياً في أساليب الجريمة الإلكترونية مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت عمليات الاحتيال الصوتي أكثر تطوراً وخطورة من أي وقت مضى. فما كان يوماً مجرد مكالمات هاتفية عشوائية تحول الآن إلى هجمات ذكية تستغل تقنيات متطورة في انتحال الشخصيات.
أحدث التقارير تكشف عن انتشار ظاهرة الاحتيال الصوتي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، حيث يتمكن المحتالون من تقليد أصوات الضحايا بدقة مذهلة. لم تعد هذه التقنيات حكراً على أفلام الخيال العلمي، بل أصبحت واقعاً ملموساً يهدد الأفراد والشركات على حد سواء.
في واقعة صادمة، تمكن محتالون من انتحال صوت وزير الدفاع الإيطالي مطلع هذا العام، مستخدمين تقنيات الذكاء الاصطناعي لخداع رجال أعمال بارزين. الحادثة التي طالت ماسيمو موراتي، المالك السابق لنادي إنتر ميلان، كشفت مدى تطور هذه الأساليب الإجرامية.
الأرقام تتحدث عن نفسها، فخلال العامين الماضيين، ارتفعت نسبة ضحايا الاحتيال الصوتي في الولايات المتحدة إلى 23%. ولا تقتصر هذه الجرائم على الأفراد، إذ تشير تقارير وول ستريت جورنال إلى تصاعد هجمات الاحتيال على قطاع السياحة والسفر، حيث ينتحل المجرمون شخصيات مسؤولين تنفيذيين للحصول على بيانات حساسة.
اللافت في هذا النوع من الجرائم هو ظهور ما يعرف بالاحتيال الصوتي كخدمة، حيث أصبحت تقنيات انتحال الأصوات متاحة للجميع عبر اشتراكات شهرية. شركات مثل PlugValley توفر للمحتالين أدوات متكاملة تشمل انتحال الأرقام وإضافة ضوضاء خلفية لمحاكاة المكالمات الواقعية.
في مواجهة هذا التهديد المتصاعد، ينصح خبراء الأمن السيبراني بعدم الاستجابة لأي مكالمات تطلب معلومات شخصية أو مالية بشكل مفاجئ. كما يشددون على أهمية وضع كلمات سر عائلية للتحقق من هوية المتصلين في الحالات الطارئة.
هذا التحول في أساليب الجريمة الإلكترونية يطرح تساؤلات كبيرة حول كيفية مواكبة التشريعات الأمنية لهذه التطورات التكنولوجية، وما هي السبل الكفيلة بحماية الأفراد والمؤسسات من هذا النوع من الهجمات الذكية التي تتطور يوماً بعد يوم.
إرسال تعليق