في مفاجأة تكشف تحولات السوق الأوروبي، تراجعت مبيعات تسلا بنسبة صادمة بلغت 28.2% خلال مارس الماضي، بينما شهد السوق الأوروبي للسيارات الكهربائية نمواً قوياً بنسبة 23.6% في الفترة نفسها. هذه المفارقة تثير تساؤلات حول مستقبل العلامة الأمريكية في القارة العجوز.
البيانات الصادرة عن الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات تكشف أن تراجع تسلا يأتي في وقت يشهد فيه السوق الأوروبي انتعاشاً عاماً بنسبة 2.8%، مع قفزات كبيرة في بريطانيا وإسبانيا. حصة تسلا السوقية انكمشت إلى 2% فقط، بعد أن كانت 2.9% قبل عام.
خبراء الصناعة يرجعون هذا التراجع إلى عاملين رئيسيين: تصاعد المنافسة من العلامات الصينية التي تقدم سيارات كهربائية بأسعار تنافسية، وتبعات الآراء السياسية المثيرة للجدل لإيلون ماسك التي دفعت بعض المستهلكين الأوروبيين إلى تجنب منتجات شركته.
الصورة الأوسع تكشف عن تحولات عميقة في صناعة السيارات الأوروبية، حيث تواجه الشركات المحلية تحديات متزايدة من الواردات الصينية، بينما تعاني من ارتفاع التكاليف المحلية وتداعيات الحرب التجارية العالمية. التعريفات الجمركية الأمريكية البالغة 25% على واردات السيارات، والرسوم الانتقامية الصينية، تخلق بيئة غير مستقرة للمصنعين.
في المقابل، سجلت شركات أوروبية مثل فولكس فاجن ورينو أداءً قوياً بنمو 10.3% و13% على التوالي، بينما تراجعت ستيلانتس بنسبة 5.9%. هذه الأرقام تشير إلى أن المستهلكين الأوروبيين قد بدأوا يفضلون العلامات المحلية في سوق السيارات الكهربائية المتنامي.
السؤال الأكبر الآن: هل يمكن لتسلا استعادة زخمها في السوق الأوروبي؟ الإجابة قد تعتمد على قدرة الشركة على تجاوز التحديات السياسية، وتحسين تنافسية أسعارها، ومواكبة التفضيلات المتغيرة للمستهلكين في القارة العجوز.
إرسال تعليق