في تحول جذري لسياسات العمل، أعلنت جوجل تشديد إجراءات العمل عن بعد، مطالبة موظفيها بالحضور إلى المكاتب ثلاثة أيام أسبوعياً على الأقل. الشركة حذرت من أن عدم الالتزام بهذا القرار قد يؤدي إلى عواقب مهنية خطيرة، بما في ذلك احتمال فقدان الوظيفة.
السياسة الجديدة تستهدف بشكل خاص موظفي وحدة الخدمات الفنية، حيث عرضت الشركة تعويضات مالية لمرة واحدة لتسهيل انتقال الموظفين لمساكن تقع ضمن نطاق 50 ميلاً من أقرب مكتب تابع للشركة. هذا الإجراء يأتي في إطار سلسلة من التغييرات التي تشهدها ثقافة العمل داخل الشركة العملاقة.
مسؤولو جوجل أوضحوا أن العمل الحضوري يمثل عنصراً أساسياً في تعزيز الابتكار وحل المشكلات بشكل تعاوني. الشركة تؤكد أن نظام العمل الهجين أصبح ضرورة حتمية في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع التكنولوجيا، خاصة مع التركيز المتزايد على مجالات الذكاء الاصطناعي.
هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية أوسع لخفض التكاليف ورفع الكفاءة التشغيلية. جوجل كانت قد بدأت منذ العام الماضي سلسلة من الإجراءات التقشفية، شملت تسريح 10% من القوى العاملة الإدارية في ديسمبر الماضي، وتقديم حزم استقالة طوعية لبعض الموظفين مطلع هذا العام.
السياسة الجديدة تعكس توجهات الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي الذي أطلق في سبتمبر 2022 حملة "تعزيز الكفاءة"، معترفاً بضرورة إعادة تعريف ثقافة الشركة ومواءمتها مع المتغيرات الحالية في قطاع التكنولوجيا. هذا التحول يضع جوجل في صف شركات التكنولوجيا الكبرى التي بدأت تعيد النظر في سياسات العمل المرنة التي انتشرت خلال جائحة كورونا.
إرسال تعليق