في تطور علمي مذهل، ابتكر باحثون من جامعة غلاسكو الاسكتلندية نظاماً حاسوبياً متقدماً يستطيع التنبؤ بأماكن تواجد المفقودين في المناطق البرية بدقة غير مسبوقة. يعتمد النظام على تحليل أنماط سلوك الأشخاص الضائعين وإنشاء خرائط حرارية توضح أكثر المناطق احتمالاً لوجودهم.
يعمل الفريق البحثي بقيادة جان هندريك إيورز على تطوير ما يسمى "الوكلاء المحاكيين"، وهي نماذج ذكاء اصطناعي تحاكي سلوكيات البشر الحقيقين في حالات الضياع. هذه النماذج تستند إلى دراسات مكثفة للحالات الواقعية، وتأخذ في الاعتبار العوامل النفسية المختلفة التي تؤثر على قرارات المفقودين.
يقول إيورز: "قمنا بتحليل سلوكيات المفقودين في ظروف مختلفة، سواء كانوا يبحثون عن مصادر المياه أو يحاولون العثور على مأوى أو طرق". وأضاف أن النظام الجديد أثبت دقة كبيرة عند اختباره على جزيرة أران الاسكتلندية، حيث تطابقت تنبؤاته بشكل ملحوظ مع أماكن العثور الفعلية على المفقودين.
يتميز هذا الابتكار بقدرته على العمل في مختلف البيئات الطبيعية، من الجبال إلى الصحاري، مما يجعله أداة عالمية يمكن أن تنقذ آلاف الأرواح. كما يمكن دمجه مع طائرات الدرونز المجهزة بأجهزة استشعار لتعزيز عمليات البحث.
يشير البروفيسور ديفيد أندرسون، المشارك في البحث، إلى أن "هذا النظام يمثل نقلة نوعية في عمليات البحث والإنقاذ، حيث يوفر للفرق الإنقاذية بيانات دقيقة تمكنهم من تركيز جهودهم في المناطق الأكثر احتمالاً لوجود المفقودين".
مع ندرة البيانات المتاحة بسبب تركيز فرق الإنقاذ على عمليات البحث بدلاً من جمع المعلومات، يأتي هذا الابتكار كحل عملي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لسد هذه الفجوة. الباحثون يؤكدون أن نظامهم سيسهم في تطوير أساليب جديدة لإدارة حالات الطوارئ وإنقاذ الأرواح في المستقبل.
إرسال تعليق