تشهد العلاقات المتوترة بين الهند وباكستان تصعيداً غير مسبوق في المجال السيبراني، حيث تتزايد الهجمات الإلكترونية المتبادلة بين البلدين بشكل لافت. هذه المواجهة الرقمية تأتي في ظل تصاعد التوترات حول إقليم كشمير المتنازع عليه، مما يثير مخاوف من تحولها إلى مواجهة أوسع.
الهند التي صنفتها تقارير "كلاود سيك" كثاني أكثر دولة تتعرض للهجمات السيبرانية هذا العام، شهدت استهداف أكثر من 95 هيئة حكومية. في المقابل، سجلت باكستان ارتفاعاً بنسبة 114% في الهجمات ضد قطاعها المالي، وفقاً لبيانات "كاسبرسكي".
كلا البلدين يعتمدان على فرق قرصنة مدعومة حكومياً، حيث تمتلك الهند مجموعات مثل "سايدويندر" و"دارك بازين" التي نفذت هجمات عبر ست قارات. أما باكستان فتعتمد على فرق مثل "إيه بي تي 36" الذي ارتبط بهجمات ضد شخصيات هندية بارزة.
التقارير تكشف عن تبادل هجمات متطور يشمل مؤسسات حيوية في كلا البلدين، من المحاكم العليا إلى الجامعات والمنشآت العسكرية. الهجمات الأخيرة شملت استهداف قاعدة بيانات القوات الجوية الهندية وميناء الإسكندرية المصري من قبل فرق قرصنة هندية.
الخبراء يحذرون من احتمال توسع هذه الحرب السيبرانية، خاصة مع تقارير عن تعاون الفرق الباكستانية مع قراصنة روس، بينما قد تلجأ الهند لتحالفات مماثلة. هذا التصعيد يحدث رغم المحاولات الدبلوماسية الجارية بين البلدين.
وحدة "ماهاراشترا سايبر" الهندية أعلنت عن إحباط مليون هجوم سيبراني مؤخراً، معظمها من باكستان ودول الشرق الأوسط. المشهد الحالي يذكر بمواجهة 2012 السيبرانية بين البلدين، لكن بوتيرة وتقنيات أكثر تطوراً هذه المرة.
في ظل غياب حلول دبلوماسية للأزمة، يبدو أن المجال السيبراني أصبح ساحة حرب بديلة، مع صعوبة التنبؤ بمدى تصاعدها أو إمكانية احتوائها قبل تحولها إلى مواجهة عسكرية مفتوحة.
إرسال تعليق