كشفت تحقيقات صحفية عن أزمة أمنية خطيرة تعرض لها البيت الأبيض بعد اختراق هاتف مايك والتز المستشار الأمني السابق للرئيس ترامب، وذلك بسبب استخدامه نسخة غير مرخصة من تطبيق "سيغنال" للتواصل. لكن تداعيات الحادث امتدت لتكشف عن كارثة أمنية أوسع، حيث تبين أن تطبيق "تيلي ماسيج" المستخدم من قبل 60 موظفاً حكومياً في مناصب حساسة كان بوابة لتسريب كميات هائلة من البيانات السرية.
البيانات المسربة التي اطلعت عليها رويترز شملت وثائق بالغة الحساسية تتراوح بين تفاصيل أنظمة حماية البيت الأبيض، خطط الاستجابة للكوارث، مستندات جمركية، وحتى مراسلات دبلوماسية داخلية. ورغم عدم تأكيد دقة جميع الوثائق، إلا أن التحقيق أكد صحة هويات وأرقام هواتف العديد من المسؤولين المذكورين في التسريبات.
تطبيق "تيلي ماسيج" كان مفضلاً لدى العديد من الوكالات الحكومية بما فيها وزارة الأمن الداخلي ومراكز مكافحة الأمراض، نظراً لقدرته على أرشفة الرسائل بما يتوافق مع متطلبات التوثيق الحكومية. لكن هذه الميزة نفسها تحولت إلى نقمة عندما أصبحت وسيلة لتسريب المعلومات.
الأزمة تسببت في إقالة والتز من منصبه، فيما تشير تقارير إلى احتمال تعيينه سفيراً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة قريباً. الحادثة أثارت تساؤلات حول إجراءات الأمن السيبراني المتبعة في أعلى المستويات الحكومية، خاصة مع استمرار استخدام التطبيق المسبب للأزمة من قبل عشرات المسؤولين في مناصب حساسة.
هذه الفضيحة التي أطلق عليها "سيغنال غيت" تمثل ضربة جديدة لسمعة الأمن السيبراني الأمريكي، وتكشف عن ثغرات خطيرة في أنظمة حماية البيانات الحكومية، في وقت تتصاعد فيه التهديدات الإلكترونية ضد المؤسسات الحيوية حول العالم.
إرسال تعليق