في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، تعتزم شركة ميتا إنشاء أكبر مركز بيانات للذكاء الاصطناعي في ولاية لويزيانا الأمريكية، وسط تحذيرات من تداعياته البيئية. المشروع الضخم الذي تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار سيشغل مساحة تعادل 70 ملعب كرة قدم، مما دفع شركة الطاقة المحلية "إنترجي" إلى التخطيط لبناء ثلاث محطات جديدة تعمل بالغاز لتلبية احتياجاته الكهربائية الهائلة.
السيناتور شيلدون وايتهاوس، العضو البارز في لجنة البيئة بمجلس الشيوخ، وجه رسالة شديدة اللهجة إلى مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، معتبراً أن الاعتماد على الغاز الطبيعي يتعارض مع التزامات الشركة المناخية. وأكد وايتهاوس أن "هذا التراجع يهدد بإلحاق ضرر اقتصادي وبيئي واسع النطاق".
هذه الخطوة تأتي في وقت تشهد فيه شركات التكنولوجيا سباقاً محموماً لبناء مراكز بيانات متخصصة في الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في الطلب على الطاقة. الوضع أثار مخاوف الخبراء من أن هذا التوجه قد يعيق التحول نحو الطاقة النظيفة، خاصة مع لجوء الشركات إلى حلول سريعة تعتمد على الوقود الأحفوري.
رغم تعهد ميتا السابق بالوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول 2030، إلا أن تقاريرها الأخيرة تكشف عن زيادة في البصمة الكربونية للشركة، خاصة مع توسعها في مشاريع الذكاء الاصطناعي. وتحاول ميتا التخفيف من هذه الآثار عبر الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، لكن النقاد يشككون في فعالية هذه الخطوة.
المشروع الجديد في لويزيانا يمثل تحدياً بيئياً كبيراً، حيث تخطط "إنترجي" لإنشاء محطات غاز جديدة بقدرة إجمالية تصل إلى 2260 ميجاوات. هذه الخطوة لا تزال تنتظر الموافقة التنظيمية، لكنها أثارت قلق السكان المحليين من تلوث الهواء وارتفاع الانبعاثات الكربونية.
الجدل حول مركز البيانات الجديد يسلط الضوء على المعضلة التي تواجهها شركات التكنولوجيا الكبرى، بين سعيها لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وضرورة الوفاء بالتزاماتها البيئية. كما يطرح تساؤلات حول جدوى الاعتماد على تعويض الانبعاثات الكربونية كحل عملي في ظل التوسع الكبير في مشاريع البنية التحتية الرقمية.
إرسال تعليق