في ظاهرة نفسية غريبة بدأت تنتشر بين الشابات، كشف الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس عن حالات عديدة لفتيات أبدين مشاعر حب وتعلق عاطفي نحو تطبيق الدردشة الذكية "شات جي بي تي". هذه الظاهرة التي قد تبدو للبعض مجرد نزوة عابرة تحمل في طياتها دلالات نفسية عميقة بحسب الخبراء.
يرجع فرويز هذه الظاهرة إلى عوامل تكوين الشخصية الأساسية التي تشمل الخبرات الحياتية والتربية والعوامل الوراثية، معتبراً أن التربية في السنوات الحرجة بين الرابعة والرابعة عشرة تلعب الدور الأكبر في تشكيل الميول العاطفية. ويشير إلى أن غياب دور الأب العاطفي يخلق فراغاً نفسياً تبحث الفتاة عن ملئه بأي وسيلة متاحة.
ما يجذب الفتيات تحديداً نحو هذه التطبيقات الذكية هو ردودها المهذبة والنموذجية التي تقدم إشباعاً عاطفياً بديلاً عن العلاقات الواقعية التي قد تكون محبطة أو معقدة. ويوضح فرويز أن هذه العلاقات الافتراضية وإن لم تصل إلى حد المرض العقلي، إلا أنها تمثل انحرافاً عن المسار الطبيعي للتفاعلات الاجتماعية الصحية.
الخبراء النفسيون يؤكدون أن هذه الظاهرة ليست سوى عرض لمشكلة أعمق تتمثل في خلل العلاقات الأسرية والاجتماعية، وليست اضطراباً نفسياً قائماً بذاته. الحل الأمثل وفقاً لهم يكمن في تعزيز الروابط العاطفية الحقيقية داخل الأسرة منذ الطفولة، وتوفير البيئة الآمنة التي تشبع احتياجات الفتاة العاطفية بشكل طبيعي.
إرسال تعليق