في خطوة تكشف عن تصاعد التهديدات السيبرانية الموجهة، أرسلت شركة أبل تحذيرات رسمية لمستخدمين حول العالم تشير إلى تعرضهم لهجمات تجسس باستخدام برمجيات خبيثة يُشتبه في تورط حكومات وراءها، وفقًا لتقارير صحفية وشهادات ضحايا.
جاءت التحذيرات على شكل رسائل إلكترونية ورسائل نصية، أكدت فيها أبل أن الهجمات تستهدف أجهزة آيفون بشكل متعمد، معربة عن ثقتها العالية في صحة التحذير، ودعت المستخدمين إلى أخذه على محمل الجد.
من بين الضحايا الذين كشفوا عن تلقيهم التحذير، الصحفي الإيطالي تشيرو بيليجرينو، الذي يعمل لدى منصة Fanpage الإخبارية، حيث نشر نص الرسالة التي ذكرت أن التحذير يُرسل إلى مستخدمين في 100 دولة، فيما وصفت الناشطة السياسية الهولندية إيفا فلاردينجيربروك الرسالة التي تلقتها بأنها محاولة لترهيبها وإسكاتها.
لم تعلن أبل عن الجهة المسؤولة عن الهجمات، أو ما إذا كانت مرتبطة بحملة واحدة أو عدة حملات منفصلة، لكنها أكدت أن المستهدفين تم اختيارهم بناءً على هوياتهم أو أنشطتهم، في إشارة إلى طبيعة الهجمات الموجهة.
هذه ليست المرة الأولى التي تحذر فيها الشركات التقنية الكبرى مثل أبل وجوجل وواتساب مستخدميها من هجمات مماثلة، حيث سبق أن أرسلت تحذيرات العام الماضي لمستخدمين في عشرات الدول دون الكشف عن تفاصيل الجهات المهاجمة.
في سياق متصل، كشفت تحقيقات سابقة أن برمجيات التجسس المستخدمة في مثل هذه الهجمات غالبًا ما تكون من تطوير شركات خاصة تبيعها للحكومات، فيما يُعرف بـ"برمجيات التجسس المرتزقة"، حيث كانت شركة Paragon Solutions الإسرائيلية واحدة من تلك الشركات المتورطة سابقًا في هجمات مماثلة.
يذكر أن هذا التحذير ليس الأول من نوعه هذا العام، ففي فبراير الماضي، تلقى صحفي إيطالي آخر تحذيرًا من واتساب يفيد بتعرضه لهجوم تجسس، فيما فتحت منظمة Citizen Lab تحقيقًا في الهجمات التي طالت نشطاء وصحفيين، مؤكدة استمرار تتبعها لشبكات التجسس الإلكتروني منذ أكثر من عقد.
مع تصاعد وتيرة هذه الهجمات، تبرز تساؤلات حول مدى فعالية الإجراءات الحالية في حماية المستخدمين، خاصةً أولئك الذين يقعون تحت دائرة الاستهداف بسبب أنشطتهم أو مواقعهم، فيما تبدو الشركات التقنية عازمة على مواصلة سياسة التحذير المباشر رغم الغموض الذي يحيط بالهجمات في كثير من الأحيان.
إرسال تعليق