تتصاعد وتيرة المواجهة التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة مع سعي العمالقة الصينيين لاختراق الحصار الأمريكي على رقاقات الذكاء الاصطناعي. في مشهد يعكس سباقًا محمومًا نحو السيادة التكنولوجية، تطور شركات مثل تينسنت وبايدو استراتيجيات ذكية لمواجهة شح الرقاقات الأمريكية.
أمام حظر واشنطن تصدير وحدات معالجة الرسوميات المتطورة من إنفيديا، لجأت الشركات الصينية إلى ثلاث خطوط دفاع رئيسية. مخزون استراتيجي ضخم من الرقاقات تم تخزينه قبل تشديد العقوبات، تحسين كفاءة نماذج الذكاء الاصطناعي لتستهلك موارد أقل، وتسريع وتيرة الإنتاج المحلي لأشباه الموصلات.
كشفت تينسنت المالكة لويتشات عن امتلاكها مخزونًا كافيًا من الرقاقات لتدريب عدة أجيال من نماذج الذكاء الاصطناعي. بينما اتجهت بايدو نحو حلول برمجية مبتكرة ترفع كفاءة استخدام الموارد المتاحة. في الجانب الآخر، تواصل هواوي وSMIC تعزيز القدرات التصنيعية المحلية في مسعى للوصول إلى الاكتفاء الذاتي.
ويبرز روبوت المحادثة الصيني DeepSeek كدليل على نجاح هذه الجهود، حيث استطاع منافسة نظيراته الغربية رغم القيود المفروضة. هذا النجاح يأتي في ظل استمرار الحملة الأمريكية التي بدأت بعقوبات ترامب على هواوي عام 2016 وتصاعدت حديثًا بمنع بيع رقاقات إنفيديا H20 للسوق الصينية.
يشهد القطاع التكنولوجي الصيني تحولًا جذريًا نحو الاعتماد على الذات، في وقت تزداد فيه التحديات مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض وتشديد سياساته التقييدية. هذه المعركة التي تجمع بين السياسة والتكنولوجيا قد تحدد ملامح المشهد التكنولوجي العالمي للسنوات القادمة.
إرسال تعليق