تصاعدت حدة الخلاف بين عملاقي التكنولوجيا إيلون ماسك وبيل جيتس إلى مستوى جديد من العداء العلني، بعد تصريحات نارية لماسك خلال مشاركته في منتدى قطر الاقتصادي. وصف ماسك جيتس بـ"الكاذب الكبير" ورفض حتى فكرة السماح له برعاية أطفاله، في هجوم شخصي غير مسبوق.
جاءت تصريحات ماسك ردًا على انتقادات وجهها جيتس الأسبوع الماضي، حيث اتهم مؤسس مايكروسوفت ماسك بـ"قتل أفقر أطفال العالم" بسبب سياساته في تقليص المساعدات الخارجية الأمريكية أثناء توليه منصب وزير كفاءة الحكومة في عهد ترامب.
لم يكتفِ ماسك بالرد على الانتقادات السياسية، بل شن هجومًا شخصيًا يستهدف سمعة جيتس، حيث استغل علاقة الأخير المثيرة للجدل مع جيفري إبستين، المجرم الجنسي الذي انتحر في السجن عام 2019. قال ماسك بسخرية لاذعة: "من يظن بيل جيتس نفسه ليتحدث عن رفاه الأطفال؟"
من جانبه، كان جيتس قد اعترف سابقًا بأن علاقته بإبستين كانت "خطأ كبيرًا"، ووصف قراره بالتواصل معه بأنه "غباء". لكن ماسك استخدم هذه العلاقة كذخيرة في هجومه، معتبرًا أنها تنفي عن جيتس الحق في انتقاد سياسات الآخرين تجاه الأطفال.
يتمحور الخلاف الأساسي حول سياسات المساعدات الخارجية، حيث يرى جيتس أن تخفيضات ماسك في ميزانية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (التي بلغت 44 مليار دولار عام 2023) ستؤدي لارتفاع معدلات وفيات الأطفال في الدول الفقيرة. بينما يصر ماسك على أن إعادة هيكلة الإنفاق وزيادة الكفاءة أهم من مجرد ضخ الأموال.
تعهد جيتس بزيادة إنفاق مؤسسته الخيرية إلى 9 مليارات دولار سنويًا بحلول 2026، في محاولة لتعويض النقص في التمويل الحكومي. لكن ماسك يرى أن هذه الحلول التقليدية غير كافية، وطالب جيتس بتقديم أدلة على اتهاماته.
يعكس هذا الصراع تنافسًا أيديولوجيًا بين رؤيتين لمستقبل العمل الخيري العالمي، حيث تتصادم فلسفة جيتس القائمة على التمويل السخي مع نهج ماسك الذي يركز على الكفاءة وإعادة الهيكلة. كما يكشف عن تحول في طبيعة الخلافات بين عمالقة التكنولوجيا من المنافسة التجارية إلى المواجهات الشخصية والسياسية.
إرسال تعليق