في تصعيد جديد للحرب التكنولوجية بين واشنطن وبكين، أصدرت وزارة التجارة الأمريكية تحذيراً غير مسبوق للشركات العالمية من استخدام رقائق الذكاء الاصطناعي المصنعة من قبل هواوي. جاء التحذير صريحاً ومباشراً حيث هددت الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات جنائية على أي جهة تستخدم هذه الرقائق الصينية.
أكد مكتب الصناعة والأمن التابع للوزارة أن معالجات هواوي من سلسلة Ascend وبالأخص الموديلات 910B و910C و910D تخضع لقيود التصدير الأمريكية الصارمة. ويعود السبب في ذلك إلى اشتمال هذه الرقائق على تقنيات أمريكية المنشأ أو اعتمادها على معدات تصنيع أمريكية في مراحل إنتاجها.
هذه الخطوة الأمريكية تأتي في سياق تصاعد المخاوف من التقدم التقني السريع الذي تحرزه هواوي في مجال الرقائق المتطورة وأجهزة الذكاء الاصطناعي. حيث تمكنت الشركة الصينية مؤخراً من تقديم حلول تنافس منتجات إنفيديا الأمريكية في السوق المحلية الصينية وفقاً لمزاعم الشركة.
في تطور متصل ألغت إدارة ترامب الجديدة خطة كانت إدارة بايدن قد أعدت لفرض مزيد من القيود على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي. كانت هذه الخطة المقررة في مايو تهدف إلى الحد من انتقال التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين وإغلاق الثغرات التي تسمح بالتحايل على القيود الحالية.
هذه الإجراءات الأمريكية تعكس استراتيجية متكاملة لاحتواء التقدم التكنولوجي الصيني في مجال أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي. حيث تسعى واشنطن إلى حرمان بكين من الوصول إلى التقنيات الحساسة التي تعتبرها أساسية للأمن القومي الأمريكي والتفوق التكنولوجي العالمي.
المشهد الحالي يضع الشركات العالمية أمام خيارات صعبة بين الامتثال للقيود الأمريكية أو المخاطرة بمواجهة عقوبات قاسية. في حين تواصل الصين جهودها لتطوير سلسلة توريد تكنولوجية مستقلة تقلل من اعتمادها على التقنيات الغربية.
إرسال تعليق