في زمن الحرب الباردة، كانت الملاجئ النووية مشاريع حكومية تهدف لحماية المواطنين. أما اليوم فأصبحت استثمارات فاخرة تستهدف الأثرياء فقط، حيث تتحول تقنيات البقاء إلى سلعة تباع بالملايين.
شركات مثل "سيف" و"فيفوس" تقدم ملاجئ بملايين الدولارات، مزودة بأحدث التقنيات. مجمع "آيري" التابع لشركة سيف يتجاوز سعره 300 مليون دولار، ويضم وحدات تصل قيمتها إلى 20 مليون دولار للواحدة. هذه الملاجئ الفاخرة تحتوي على كل شيء من مسابح إلى مضامير سباق سيارات.
التكنولوجيا تلعب دوراً محورياً في هذه الملاجئ الحديثة. أنظمة الذكاء الاصطناعي تدير كل شيء من الرعاية الصحية إلى توزيع الطاقة. عيادات طبية آلية بالكامل، أنظمة تنقية هواء متطورة، وحتى إضاءة تحاكي ضوء الشمس الطبيعي.
لكن هذه الملاجئ تطرح أسئلة أخلاقية عميقة. فبينما كانت الملاجئ التقليدية رمزاً للتضامن المجتمعي، أصبحت اليوم تعبيراً صارخاً عن التفاوت الطبقي. كما أن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي لإدارة الحياة في هذه الملاجئ يثير تساؤلات حول حدود التكنولوجيا في إدارة المجتمعات البشرية.
بعض المشاهير مثل بيتر ثيل وكيم كارداشيان أقاموا بالفعل ملاجئ شخصية. ثيل حصل حتى على جنسية نيوزيلندا خصيصاً لهذا الغرض. هذه الظاهرة تكشف عن نظرة قاتمة للمستقبل، حيث يفضل الأثرياء الاستثمار في الهروب بدلاً من العمل على حل المشكلات العالمية.
الملاجئ الحديثة لم تعد مجرد أماكن للحماية، بل أصبحت مدناً مصغرة تحت الأرض. لكنها تطرح سؤالاً مهماً: هل نستحق النجاة إذا كنا على استعداد لترك العالم ينهار خلفنا؟
إرسال تعليق