آخر الأخبار

موظفو مايكروسوفت المفصولون بين الذكاء الاصطناعي والباب المغلق


 في تصريح أثار جدلاً واسعاً، دعا مات تيرنبول المنتج التنفيذي في استوديو ألعاب إكس بوكس التابع لمايكروسوفت، الموظفين المفصولين إلى اللجوء لأدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT للحصول على الدعم المهني والنفسي. جاءت هذه النصيحة الغريبة في منشور على لينكد إن تم حذفه لاحقاً، لكنه أثار نقاشاً حاداً حول حدود الاعتماد على التكنولوجيا في الأزمات الإنسانية.

أكد تيرنبول أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكنها مساعدة المفصولين في إعداد السير الذاتية والتخطيط الوظيفي، معترفاً بأنها لا تحل محل الخبرة البشرية لكنها قد تخفف من عبء الأزمة النفسية. هذه التصريحات تأتي في خضم موجة تسريحات غير مسبوقة في مايكروسوفت أثرت على آلاف الموظفين، حيث أعلنت الشركة عن فصل 9100 موظف إضافي بعد تسريح 6000 آخرين قبل أشهر قليلة.

لكن خبراء حذروا من مخاطر الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في مثل هذه المواقف الحساسة، مشيرين إلى أن أدوات مثل ChatGPT تنص صراحةً على أن نتائجها قد تكون غير دقيقة ولا يجب اعتبارها بديلاً عن الاستشارات المهنية المتخصصة.

المفارقة تكمن في أن مايكروسوفت نفسها تستثمر مليارات الدولارات في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، بينما تستخدمها كبديل عن الموظفين البشر. الشركة خصصت 80 مليار دولار هذا العام فقط لتطوير بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي، في وقت تغلق فيه مكاتبها وتلغي مشاريع ألعاب كاملة.

تشير الأرقام إلى أن قطاع التكنولوجيا شهد تسريح أكثر من 62 ألف موظف منذ بداية 2023، في ظاهرة تبدو كتناقض صارخ مع الازدهار الذي تشهده شركات التكنولوجيا الكبرى واستثماراتها القياسية في الذكاء الاصطناعي.

هذه الأحداث تطرح أسئلة جوهرية عن مستقبل العمل في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت التكنولوجيا سلاحاً ذا حدين - أداة مساعدة للموظفين من ناحية، وسبباً في الاستغناء عنهم من ناحية أخرى. السؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل يمكن حقاً للذكاء الاصطناعي أن يكون العون الذي يحتاجه الموظفون المفصولون، أم أنه جزء من المشكلة نفسها؟

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.