في ظل التحول الكبير الذي يشهده سوق العمل عالميًا، أثارت تصريحات آندي جاسي الرئيس التنفيذي لشركة أمازون مخاوف عديدة بعد إشارته الصريحة إلى أن الشركة ستقلص عدد موظفيها لصالح حلول الذكاء الاصطناعي. هذه التصريحات جاءت متزامنة مع موجة تسريحات في مايكروسوفت أثرت على 9 آلاف موظف.
لم يعد السؤال الآن يدور حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيحل محل البشر، بل تحول إلى تحديد الفئة الأكثر عرضة للخطر. في هذا الصدد، كشف داريو أمودي الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك أن الذكاء الاصطناعي يحل بالفعل محل 50% من الوظائف المكتبية للمبتدئين.
لكن المفارقة تكمن في أن بعض الدراسات تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يكون أكثر فائدة للموظفين متوسطي الخبرة مقارنة بالمبتدئين. فقد أظهرت دراسة أجرتها جامعات كاليفورنيا وتشابمان أن المبرمجين متوسطي الخبرة استفادوا من أدوات مثل شات جي بي تي أكثر من زملائهم المبتدئين، مما جعلهم أكثر إنتاجية وقيمة لفرقهم.
في المقابل، يبدو أن بعض الوظائف المتقدمة ليست بمنأى عن الخطر. ففي شركات المحاماة، بدأ الذكاء الاصطناعي يؤثر على المحامين المتخصصين في صياغة العقود أكثر من المساعدين القانونيين المبتدئين. هذه الظاهرة تكررت في مايكروسوفت التي استغنت عن العديد من المديرين المتوسطين في موجات التسريح الأخيرة.
يحذر ديفيد فورلونجر نائب رئيس الأبحاث في غارتنر من أن استبدال الموظفين ذوي الخبرة قد يتطلب تدخلًا حكوميًا لحمايتهم. بينما يرى آخرون أن الحل الأمثل يكمن في إعادة تأهيل القوى العاملة وتدريبها على التعامل مع التقنيات الجديدة بدلاً من الاستغناء عنها.
في خضم هذه التطورات، تبرز فلسفة جديدة تقترح توظيف مبتدئين مدربين على استخدام الذكاء الاصطناعي بدلاً من خبراء برواتب مرتفعة. هذه الاستراتيجية قد تفسر جزئيًا سبب تركيز بعض الشركات على تسريح الموظفين ذوي الرواتب العالية.
إرسال تعليق