تلقت شركة بيلدر إيه آي ضربة قاسية بعد أن تقدّمت بطلب إفلاسها رسميًا، وذلك عقب سلسلة من الفضائح المالية التي كشفت زيف ادعاءاتها بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تطوير التطبيقات. ورغم أن الشركة وصلت سابقًا إلى تقييم يتجاوز مليار ونصف دولار، فإن الأحداث المتلاحقة أثبتت أن نجاحها كان مبنيًا على أسس غير حقيقية.
الشركة التي ادعت أنها تقدم حلاً ذكياً لإنشاء التطبيقات دون الحاجة لمبرمجين، تبين أنها كانت تستعين بفريق ضخم من المطورين الهنود الذين نفذوا الأعمال يدويًا خلف الكواليس. وبدلًا من الأكواد التي يولدها الذكاء الاصطناعي كما ادعت المنصة، كانت الطلبات تصل إلى مبرمجين بشريين لتنفيذها.
التقارير التي نشرتها فايننشال تايمز ثم سيليكون يو كيه أوضحت أن الشركة لم تكتفِ بالاحتيال التقني فحسب، بل بالغت أيضًا في تضخيم مبيعاتها عبر عمليات بيع وهمية. فقد تم اكتشاف أن جزءًا من الإيرادات المعلنة لم يدخل خزينة الشركة أصلًا، بل كانت عبارة عن فواتير مزوّرة لإيهام المستثمرين بوجود نشاط تجاري مزدهر.
وتعود جذور الأزمة إلى مؤسس الشركة ساشين ديف دوجال، الذي لجأ لأساليب ملتوية لتمويل فرق البرمجة الهندية سرًا ودون ترك أثر واضح، مستخدمًا قنوات تمويل مشبوهة لإخفاء طبيعة العمليات داخل الشركة. هذه الإجراءات دفعت مجلس الإدارة لاحقًا إلى إقالته من منصبه وتعيين مانبريت راتيا بديلاً عنه لقيادة مرحلة التحقيق والتدقيق الداخلي.
وخلال مراجعة دقيقة لحسابات الشركة، تبين أن المبيعات الحقيقية في عام 2023 لم تتجاوز خمسة وأربعين مليون دولار، في حين ادعت الشركة أن الإيرادات تجاوزت مئة وثمانين مليونًا. وفي عام لاحق، أعلنت عن أرباح تبلغ مئتين وعشرين مليون دولار، قبل أن تكشف التحقيقات أن الرقم الحقيقي لا يتجاوز خمسة وخمسين مليونًا فقط.
تضخيم الأرباح تم أيضًا من خلال علاقة مشبوهة بين بيلدر إيه آي وشركة هندية تُدعى فيرسي إنوفيشن، إذ تبادلت الشركتان فواتير وهمية بين عامي 2021 و2024، مما منح انطباعًا زائفًا بنمو الأرباح دون أي نشاط حقيقي فعلي.
انتهى المطاف بتكتل الشركات المقرضة إلى السيطرة على بيلدر إيه آي بالكامل بعد اكتشاف تلك التلاعبات، كما تم تجميد حسابات الشركة التي لم تكن تحتوي سوى على سبعة وثلاثين مليون دولار. وبعد ذلك مباشرةً، أرسلت الشركة إشعارًا رسميًا لجميع موظفيها تعلن فيه تعليق وظائفهم إلى حين إعادة تقييم الوضع بشكل شامل.
هذه الأزمة ليست الأولى في سجل دوجال، فقد سبق أن اتُّهم بنفس الادعاءات في شركته السابقة إنجينير إيه آي، وهو ما دفعه إلى تغيير الاسم لاحقًا إلى بيلدر إيه آي لمحو آثار الفضيحة، قبل أن تعود وتلاحقه مجددًا في شركته الجديدة.
إرسال تعليق