تشهد المنطقة عاصفة اتهامات بعد اعلان طهران أن تطبيق واتساب المملوك لميتا سرب بيانات حساسة لأجهزة الاستخبارات الاسرائيلية ما ساعد تل ابيب على رصد قادة وعلماء ايرانيين خلال عملية الاسد الصاعد التي وقعت قبل اسبوعين وأسفرت عن اغتيالات دقيقة لاسماء بارزة، السلطات الايرانية خرجت عبر التلفزيون الرسمي تحث المواطنين على حذف التطبيق فورا مؤكدة أن الجمع غير المعلن للمعلومات سهّل تحديد مواقع الضحايا رغم حمايتهم المشددة
ميتا ردت ببيان مقتضب دافعت فيه عن تقنية التشفير التام من الطرفين وقالت إنها لا تتعقب مواقع المستخدمين ولا تحتفظ بسجلات الرسائل ولا تسلم بيانات لأي جهة حكومية، إلا أن تشكيك طهران تزامن مع خطوة لافتة من مجلس النواب الاميركي الذي أصدر قرارا يحظر واتساب على اجهزته الرسمية بسبب مخاوف تتعلق بتخزين البيانات وآلية التشفير ما جعل الحظر نقطة اتفاق نادرة بين خصمين لطالما اختلفا
يتعزز القلق مع نشاط تحالف العيون الخمس الذي يضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واستراليا وكندا ونيوزيلندا، فقد عقد مسؤولوه اجتماعا سريا في لندن صيف عام الفين وتسعة عشر ناقش منح وكالات الامن بابا خلفيا للوصول إلى رسائل واتساب المشفرة، كما كشفت تقارير عن تعاون المنشأة الاستخبارية باين غاب في استراليا مع اسرائيل ما مهد لاغتيال صالح العاروري القيادي في حركة حماس مطلع عام الفين واربعة وعشرين
خبراء الامن يشيرون إلى أن واتساب يجمع ما يسمى البيانات الوصفية مثل عناوين بروتوكول الانترنت وتوقيت الاتصال وهوية الاطراف من دون محتوى الرسائل، ورغم إن هذه المعلومات تبدو عادية فإن وكالة الامن القومي الاميركية بنت عليها عمليات مراقبة كاملة، كما تسمح شروط الخدمة لميتا بنقل بيانات المستخدم إلى كيانات تابعة او شريكة في اي مكان بالعالم بما في ذلك خدمات التخزين السحابي مثل جوجل درايف ما يوسع دائرة المخاطر
قوانين السجلات الفدرالية في واشنطن وقانون حماية الوثائق السرية يفرضان حفظ الاتصالات الحكومية بأمان، ومع ذلك اعترف مسؤولون سابقون مثل جاريد كوشنر باستخدام هواتفهم الشخصية وواتساب لتمرير ملفات حساسة ثم ارسال لقطات الشاشة إلى بريدهم الرسمي وهو سلوك يثير علامات استفهام حول مدى التزام الإدارة بالمعايير الامنية، فمجرد لقطة شاشة تنتقل تلقائيا إلى خدمة صور جوجل وقد تصبح عرضة للاختراق
محللون يؤكدون أن الحلقة الاضعف تظل العنصر البشري إذ يمكن لمهاجم يستهدف هاتف مسؤول وليس خوادم واتساب أن يزرع برمجية خبيثة تتحكم بالرسائل وتعيد توجيهها، وبينما يفضل الموظفون التطبيقات السهلة على الانظمة المؤمنة معقدة الاستخدام تحذر جهات رقابية من ظاهرة تكنولوجيا الظل التي تتوسع بلا رقابة داخل المؤسسات الحكومية
إرسال تعليق