آخر الأخبار

إسرائيل تتصدر سباق التجسس العالمي ببرامج اختراق متطورة


 في عالم تتحول فيه البيانات إلى سلاح استراتيجي، برزت إسرائيل كقوة عظمى في صناعة التجسس الإلكتروني، حيث تتزعم "الوحدة 8200" الاستخباراتية مشهداً تقنياً تتحول فيه المهارات العسكرية إلى منتجات تجارية خطيرة.

تأسست هذه الوحدة السرية في الخمسينيات، لتصبح مع الوقت منارة لتخريج نخبة القراصنة والمحللين الذين أسسوا لاحقاً إمبراطوريات تجسس إلكتروني. من بين هذه الشركات الناشئة تبرز "باراغون سوليوشنز" التي أطلقت عام 2019 بقيادة خريجي الوحدة، وأحدثت ضجة بتقنية "غرافيت" المتطورة.

يتميز برنامج "غرافيت" بقدرات اختراق مذهلة:

  • اختراق صامت دون حاجة لتفاعل الضحية
  • تجاوز أنظمة التشفير الأكثر تقدماً
  • مراقبة شاملة تشمل المكالمات والرسائل والموقع
  • التحكم عن بعد بالكاميرات والميكروفونات
  • القدرة على التخفي والتدمير الذاتي

تعتمد التقنية على استغلال ثغرات غير معروفة في أنظمة التشغيل، مما يجعل اكتشافها شبه مستحيل عبر الوسائل التقليدية. ورغم ادعاءات الشركة بأن المنتج مخصص لمكافحة الإرهاب، إلا أن التاريخ يشير إلى إساءة استخدام مثل هذه الأدوات ضد الصحفيين والمعارضين.

أثارت هذه الصناعة جدلاً أخلاقياً واسعاً، خاصة مع تحول إسرائيل إلى أكبر مصدر لبرامج التجسس عالمياً. بينما تفرض الحكومة الإسرائيلية بعض القيود على الصادرات، يبقى السؤال حول فعالية هذه الضوابط في ظل تزايد الطلب العالمي على أدوات المراقبة المتطورة.

في النهاية، تمثل قصة "باراغون سوليوشنز" نموذجاً للتناقض الصارخ بين التقدم التكنولوجي والأخلاقيات، حيث تتحول أدوات مكافحة الإرهاب إلى وسائل قمع في يد أنظمة استبدادية، في سوق رمادية تزدهر بعيداً عن أعين الرقابة الدولية.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.