تواجه منصة الألعاب الشهيرة روبلوكس موجة من الدعاوى القضائية الجديدة التي تزعم فشلها في حماية الأطفال من المتحرشين والمحتوى الجنسي الضار. وتشير إحدى الشكاوى الحديثة المقدمة أمام محكمة اتحادية في كاليفورنيا إلى أن متحرشًا انتحل شخصية طفل على المنصة واستهدف طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات في ميشيغان، حيث أقنعها بإرسال صور جنسية بعد أن شاركها بعضًا من صوره الخاصة.
الطفلة، التي لم يُكشف عن هويتها، التقت بالمتحرش عبر روبلوكس العام الماضي، وعانت من آثار نفسية تشمل القلق والتوتر، بحسب ما ورد في الشكوى المقدمة من مجموعة دولمان القانونية التي أكدت أن ما تُقدمه روبلوكس كمساحة آمنة للأطفال قد يتحول إلى كابوس رقمي وواقعي.
ويستكشف الأطفال والمراهقون في روبلوكس مساحات افتراضية للإبداع والتواصل الاجتماعي، إلا أن المنصة لا تزال تواجه انتقادات متزايدة بشأن سلامة المستخدمين مع زيادة أعداد اللاعبين وإيرادات المنصة، التي يزور موقعها أكثر من 111 مليون مستخدم يوميًا.
وردت روبلوكس على الاتهامات عبر متحدثتها كاديا كوروما، مؤكدة أن الادعاءات بشأن تعريض المنصة للأطفال للخطر عارية عن الصحة، وأن الشركة طبّقت إجراءات حماية صارمة، بما في ذلك القيود على مشاركة المعلومات الشخصية والصور والروابط بين المستخدمين. وأوضحت أن المجرمين قد يحاولون التحايل على هذه الأنظمة، لكن الشركة تعمل على تعزيز الرقابة والسلامة.
وفي أوائل أغسطس، بدأت روبلوكس باستخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف أي اتصالات قد تُعرّض الأطفال للخطر بشكل مبكر وتنبيه السلطات، كما اختبرت طرقًا للتحقق من أعمار المستخدمين عبر بطاقة هوية حكومية ومن خلال تقييد بعض التجارب الافتراضية لمن هم فوق السابعة عشرة فقط.
تأتي هذه الدعوى ضمن سلسلة من الشكاوى هذا العام التي تتهم روبلوكس بإعطاء الأولوية للأرباح على سلامة الأطفال، حيث رفعت المدعية العامة لولاية لويزيانا دعوى مماثلة، في حين دعا النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا رو خانا المستخدمين للتفاعل على وسائل التواصل والمطالبة بمزيد من إجراءات حماية الأطفال.
ويشير محامو مجموعة دولمان القانونية إلى أن روبلوكس كان بإمكانها اتخاذ خطوات إضافية لجعل المنصة أكثر أمانًا، مثل التحقق من الأعمار عبر التعرف على الوجه، وتحذير الوالدين بوضوح، ورفع التصنيف العمري للتطبيق. وقال ماثيو دولمان إن المنصة أصبحت بمثابة ساحة صيد للمتحرشين، مشيرًا إلى استغلال العملة الرقمية الخاصة بالمنصة "روبوكس" لإغراض الابتزاز.
وتكشف الشكاوى عن أن بعض الألعاب على روبلوكس تحتوي على محتوى غير لائق يمكن الوصول إليه بسهولة من قبل الأطفال، وبعض هذه الألعاب مستوحاة من سلوكيات إجرامية سابقة، بينما تؤكد الشركة أنها استثمرت جهودًا كبيرة لتعزيز السلامة ووضع قواعد صارمة ضد استغلال الأطفال.
وتؤكد تقارير حقوق الطفل أن خطر الابتزاز الجنسي بين الشباب مستمر في الارتفاع، حيث تعرض واحد من كل خمسة مراهقين لهذا النوع من الابتزاز، مستخدمين منصات الألعاب ووسائل التواصل للتواصل مع الضحايا وتهديدهم.
إرسال تعليق