تتعرض شركة طوكيو إلكترون اليابانية لتدقيق غير مسبوق بعد ظهور مزاعم بشأن احتمال سرقتها أسراراً تجارية متعلقة بتقنية الرقائق المتطورة من شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات المعروفة باسم TSMC، حسب تقرير بلومبرغ.
وقد قامت النيابة العامة في تايوان باعتقال ستة أشخاص مرتبطين بالقضية، بينهم موظف سابق في طوكيو إلكترون، وسط جهود الشركة لمواجهة التداعيات المحتملة مع عملائها الرئيسيين والحكومتين اليابانية والتايوانية.
لم تكشف السلطات التايوانية عن تفاصيل كثيرة حول التحقيقات أو هوية المعتقلين، فيما تواصل طوكيو إلكترون تعاونها مع الجهات القضائية. وأوضحت الشركة أنها فصلت موظفاً من فرعها في تايبيه على خلفية الحادثة، لكنها حتى الآن لم تجد أدلة تثبت تسريب الأسرار التجارية إلى أطراف خارجية.
تعتبر تايوان من أكبر مصنعي أشباه الموصلات في العالم، وشركاتها تتعرض بشكل منتظم لمحاولات اختراق وسرقة الملكية الفكرية، خصوصًا من جهات مرتبطة بالصين التي تسعى لتعزيز قدراتها في صناعة الرقائق.
وفي تصريحات له، أكد الرئيس التنفيذي لطوكيو إلكترون توشيكي كاواي أن الشركة على اطلاع مستمر على الخرائط التكنولوجية لعملائها لأكثر من عقد، وهو ما يساعدها في تقديم معدات متطورة تحافظ على مكانتها أمام المنافسين.
على الرغم من ذلك، تأثرت أسهم طوكيو إلكترون بشكل ملحوظ منذ ظهور هذه الأخبار، ولا تزال السوق تشهد تراجعًا في قيمتها رغم بعض التعافي الجزئي.
هذا الاعتقال أثار تساؤلات عديدة حول دوافع تورط موظف في سرقة أسرار شركة TSMC، وما إذا كانت هناك علاقة لهذا الحدث بطموحات اليابان لبناء صناعة رقائق محلية قوية.
من جانبها، أعطت طوكيو إلكترون تعليمات صارمة لموظفيها بعدم مناقشة الموضوع، ما يعكس جدية الموقف وحساسيته.
وتلعب طوكيو إلكترون إلى جانب شركتين أمريكيتين رئيسيتين دورًا أساسيًا في دعم صناعة الرقائق العالمية من خلال تصنيع معدات حيوية لمراحل تغطية ومعالجة رقائق السيليكون التي تستخدمها عمالقة مثل TSMC وسامسونج وإنتل.
ويقول خبراء الصناعة إن من غير المتوقع أن تخاطر طوكيو إلكترون بعلاقاتها القوية مع عملاء كبار مثل TSMC، التي تعد أكبر مستثمر في معدات صناعة الرقائق في العالم، بالانخراط في سرقة ملكية فكرية.
تأتي هذه الأزمة في ظل تراجع حاد بأسهم طوكيو إلكترون خلال الأسبوع الماضي بعد إلغاء طلبات متوقعة وضعف الطلب في السوق الصينية، مما دفع الشركة إلى خفض توقعات أرباحها وسط تحديات السوق المتزايدة.
إرسال تعليق