أعلنت إنتل رسميًا عن بدء الإنتاج الكمي لعقدة 18A التي تعادل تقريبًا دقة تصنيع 1.8 نانومتر، في خطوة تعزز موقعها التنافسي أمام سامسونج وTSMC. هذه العقدة تمثل نقلة كبيرة في عالم المعالجات الحديثة، وتأتي لتكون الأساس لمنصات الحوسبة الذكية المزودة بقدرات ذكاء اصطناعي متقدمة.
التحول الجديد يمنح إنتل دفعة قوية نحو المستقبل، خاصة وأن سامسونج تستعد لإطلاق عقدة 2 نانومتر، بينما تواصل TSMC تقديم أحدث شرائحها بمعمارية 3 نانومتر لعمالقة التقنية مثل آبل وكوالكوم وميدياتك. ومع ذلك، يبدو أن إنتل قررت قلب الموازين هذه المرة من خلال الوصول إلى الإنتاج الفعلي أولًا.
سيتم اعتماد معمارية Panther Lake كقاعدة أساسية للجيل القادم من أجهزة AI PC، على أن تتوفر لاحقًا هذا العام ضمن لابتوبات تحمل علامة إنتل Core Ultra Series 3. وتشير التفاصيل إلى أن التصنيع يجري في منشأة Ocotillo Fab 52 بولاية أريزونا، وهي من أبرز المنشآت التي تعتمد عليها الشركة لتطوير أحدث ابتكاراتها في مجال المعالجات.
لكن ورغم الزخم الكبير حول هذه النقلة، تواجه إنتل تحديًا جوهريًا يتعلق بمعدلات العائد من الإنتاج، إذ يتطلب التصنيع التجاري عادة نسب نجاح تتراوح بين 70 و80 في المئة لضمان استقرار الإنتاج والتوريد، بينما كانت تقارير سابقة قد قدّرت أن العائد الفعلي لعقدة 18A لم يتجاوز 10 في المئة مطلع العام الجاري. تحسين هذه النسبة سيحدد بشكل مباشر مدى قدرة الشركة على الوفاء بالطلب المتزايد وتحقيق الجدول الزمني للإطلاق.
تأتي هذه الخطوة بعد فترة فقدت فيها إنتل بعضًا من مكانتها أمام سامسونج وTSMC في سباق التصنيع المتقدم، إلا أن النجاح في رفع كفاءة عقدة 18A قد يعيدها إلى موقع الصدارة مجددًا، ويفتح الباب أمام موجة جديدة من أجهزة الحوسبة فائقة الأداء والمزودة بمعمارية Panther Lake، لتعيد تعريف مفهوم الذكاء الاصطناعي في الحواسيب المحمولة خلال المرحلة المقبلة.

إرسال تعليق