شهدت أسواق المال لحظة تاريخية بعد أن تجاوزت شركتا آبل ومايكروسوفت القيمة السوقية البالغة 4 تريليونات دولار في يوم واحد، لتدخلا رسميًا سباق الكبار مع إنفيديا التي تقترب قيمتها من 4.6 تريليونات دولار، في مشهد يعكس التحول الكبير الذي يقوده الذكاء الاصطناعي داخل عالم التكنولوجيا.
أسهم مايكروسوفت قفزت بنسبة وصلت إلى نحو 3% بعد إعلانها استكمال استحواذها على حصة تقدر بـ 27% من الهيكل الربحي لشركة OpenAI، في خطوة وصفها المحللون بأنها تعزز مكانة الشركة كأكبر مستفيد من ثورة الذكاء الاصطناعي. هذه الشراكة أصبحت اليوم محورًا رئيسيًا في استراتيجية مايكروسوفت، حيث تم دمج تقنيات OpenAI داخل خدماتها السحابية “آزور” وحزمة “أوفيس”، مما جعل حلولها الذكية الخيار الأول لكثير من المؤسسات حول العالم.
ويُعد هذا الارتفاع الجديد المرة الثانية التي تتخطى فيها مايكروسوفت حاجز 4 تريليونات، لكنها هذه المرة تبدو أكثر ثباتًا بفضل انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعاتها التقنية، مما منحها زخمًا مستمرًا في السوق العالمية.
أما آبل فقد وصلت إلى المستوى نفسه لكن عبر طريق مختلف، إذ شهدت أسهمها صعودًا متواصلًا خلال جلسات التداول الأخيرة مدعومًا بمبيعات قوية لهاتف آيفون 17 الذي طرحته في سبتمبر وحقق مبيعات فاقت كل التوقعات. وأشارت تقارير إلى أن الشركة نجحت في تعزيز سلسلة إمدادها بمرونة عالية مكّنتها من تفادي آثار الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب.
وواصلت آبل استراتيجيتها في نقل جزء كبير من عمليات التصنيع إلى الهند وفيتنام لتقليل اعتمادها على الصين، مع الحفاظ على علاقات اقتصادية مستقرة مع الولايات المتحدة، وهو ما منحها توازنًا استثنائيًا في ظل التحديات التجارية القائمة.
بلوغ الشركتين هذه القيمة السوقية الضخمة لا يُعد مجرد انتصار مالي، بل يمثل تحولًا جذريًا في خريطة القوى داخل صناعة التكنولوجيا، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي العامل الأهم في رفع قيمة الشركات وإعادة رسم ملامح المنافسة العالمية.
إرسال تعليق