آخر الأخبار

انقطاع عالمي واسع في خدمات أمازون يكشف هشاشة البنية الرقمية الحديثة


 شهد العالم صباح الاثنين اضطرابًا رقميًا ضخمًا بعد تعطل مركز بيانات تابع لشركة أمازون للخدمات السحابية في ولاية فيرجينيا الأمريكية، وهو ما تسبب في توقف آلاف المواقع والتطبيقات حول العالم بشكل مفاجئ. المركز المعروف باسم US-EAST-1 يُعد القلب النابض لشبكة أمازون السحابية، ويعتمد عليه عدد هائل من خدمات الإنترنت العالمية في تشغيل بنيتها الخلفية.

بدأ العطل عند الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، وأدى إلى توقف خدمات ضخمة مثل واتساب وسناب شات وريدت، إضافة إلى تطبيقات ذكاء اصطناعي مثل ChatGPT، ومنصات عمل مثل Zoom وأليكسا التابعة لأمازون، بجانب ألعاب شهيرة مثل فورتنايت وكلاش أوف كلانز، وحتى خدمات طيران مثل دلتا ويونايتد إيرلاينز، كما طالت الأزمة بعض المواقع الإخبارية ومؤسسات مالية وحكومية في أمريكا وأوروبا.

أمازون أوضحت لاحقًا أن الخلل سببه مشكلة في نظام أسماء النطاقات DNS داخل واجهات برمجة قاعدة البيانات DynamoDB، مما جعل الخوادم غير قادرة على تحديد العناوين الرقمية الصحيحة للتطبيقات. ورغم أن الشركة أعلنت تطبيق حلول مؤقتة ثم إصلاح الخلل لاحقًا، فإن بعض الخدمات احتاجت إلى وقت أطول للعودة إلى العمل بشكل طبيعي.

تأثير العطل كان عالميًا، لكنه بقي محدودًا في الدول العربية بفضل اعتماد العديد من المنصات المحلية على خوادم إقليمية مستقلة أو أقرب جغرافيًا. وأكد خبراء الاتصالات أن هذا التوزيع الجغرافي ساهم في تقليل حجم الضرر بشكل كبير.

عدد من المستخدمين في المنطقة العربية أبلغوا عبر مواقع التواصل عن بطء مؤقت في بعض التطبيقات العالمية التي تعتمد على خوادم أمازون، مثل بعض الألعاب وخدمات أليكسا، إلا أن الأداء عاد تدريجيًا إلى طبيعته بعد ساعات قليلة من بدء الأزمة. ولم تصدر أي بيانات رسمية من الحكومات أو المؤسسات العربية، مما يشير إلى أن البنى التحتية المحلية لم تتأثر بنحو مباشر.

لكن ما أثار القلق هو أن العطل لم يكن الأول من نوعه، إذ يعد ثاني أكبر انقطاع في مراكز بيانات أمازون خلال أربع سنوات، ما يسلط الضوء على مدى هشاشة الاعتماد المفرط على مزودي خدمات سحابية محدودين. الحدث أظهر بوضوح أن الإنترنت أصبح أكثر ترابطًا من أي وقت مضى، وأن أي خلل صغير في مركز بيانات رئيسي يمكن أن يشل قطاعات حيوية في مختلف أنحاء العالم.

الخبراء حذروا منذ فترة طويلة من مخاطر المركزية الرقمية، فبينما توفر الخدمات السحابية العملاقة كفاءة عالية، إلا أنها تجعل أي انقطاع بسيط يتحول إلى أزمة عالمية. ويقارن كثيرون ما حدث مع أزمة CrowdStrike في يوليو 2024 حين تسبب تحديث خاطئ في توقف ملايين الأجهزة حول العالم وأدى إلى شلل مؤقت في مطارات ومستشفيات وبنوك كبرى.

ما حدث في خوادم أمازون هذه المرة يعيد إلى الواجهة الحاجة إلى بناء بنى تحتية رقمية أكثر مرونة، وتوزيع البيانات والخدمات عبر مراكز متعددة لتقليل المخاطر. ويبدو أن بعض الدول العربية بدأت فعلًا في اتخاذ خطوات عملية لتعزيز السيادة الرقمية من خلال إنشاء مراكز بيانات محلية واستضافة المعلومات الحساسة داخل حدودها.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.