دعا الملياردير بيل جيتس قادة العالم اليوم إلى إعادة التفكير في استراتيجيات مواجهة تغير المناخ، مشددًا على أهمية التكيف مع تقلبات الطقس وتحسين النتائج الصحية بدلاً من التركيز فقط على خفض درجات الحرارة. تأتي هذه الدعوة قبيل انطلاق مؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ في البرازيل، المقرر عقده في مدينة بيليم الساحلية ضمن منطقة الأمازون.
ومن المقرر أن تقدم الدول خلال المؤتمر التزاماتها الوطنية المحدثة بشأن المناخ وتقييم التقدم المحرز في تحقيق أهداف الطاقة المتجددة التي تم الاتفاق عليها في القمم السابقة. ويشير الخبراء إلى أن العمل على تحقيق اتفاقية باريس للحد من الاحتباس الحراري عند أقل من درجتين مئويتين فوق متوسط ما قبل الثورة الصناعية ما زال تحديًا كبيرًا رغم الجهود المستمرة خلال العقد الماضي.
وعبر مدونته الشخصية، كتب جيتس أن تغير المناخ يشكل خطرًا لكنه لا يعني نهاية الحضارة، مؤكدًا أن التركيز على درجة الحرارة وحدها ليس أفضل مقياس للتقدم. وأوضح أن بناء المرونة المناخية وتعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات الجوية يمكن أن يكون أكثر فعالية من خلال الاستثمار في الصحة والرفاهية والازدهار، خصوصًا في المناطق الأكثر تعرضًا للخطر.
ودعا جيتس إلى توجيه الجهود نحو تحسين رفاهية الإنسان عبر توفير الطاقة والرعاية الصحية وتعزيز المرونة الزراعية، معتبرًا أن هذه المجالات تحقق فوائد أكبر وأكثر إنصافًا من مجرد مراقبة درجات الحرارة، ويجب أن تكون محور استراتيجيات المناخ التي تُناقش في مؤتمر الأطراف الثلاثين.
كما شدد جيتس، الذي استثمر مليارات الدولارات في شبكة بريكثرو إنرجي لتعزيز التكنولوجيا النظيفة، على ضرورة قيام صانعي السياسات والجهات المانحة بمراجعة فعالية إنفاق المساعدات المناخية. ووجه الدعوة للمستثمرين لدعم الشركات التي تطور تقنيات نظيفة عالية التأثير لتسريع خفض التكاليف، مشيرًا إلى أن الوفيات المباشرة الناتجة عن الكوارث الطبيعية انخفضت بنسبة كبيرة خلال القرن الماضي نتيجة تحسن أنظمة الإنذار والبنية التحتية الأكثر مرونة، مما يبين أثر الاستثمارات الذكية في مواجهة التحديات المناخية.

إرسال تعليق