آخر الأخبار

كلاود فلير الحارس الخفي للإنترنت


 في عالم اليوم، لم تعد شركات التكنولوجيا الكبرى مجرد مزودين لخدمات رقمية، بل أصبحت محاور أساسية تدير شبكات معقدة من الخدمات، ومع ذلك هناك لاعب يعمل في صمت، يؤدي دور الحارس الخفي الذي يحمي ويسرع حركة الإنترنت دون أن يشعر معظم المستخدمين بوجوده.

بدأت الرحلة مع مشروع لمكافحة البريد المزعج أسسه ماثيو برينس و"لي هولواي" في عام 2004 باسم "هوني بوت"، وسرعان ما تحوّل المشروع إلى منصة شاملة تتبع التهديدات الرقمية، وجذبت آلاف المواقع من أكثر من مئة وثمانين دولة للمشاركة. ومع الوقت أصبح واضحًا أن هناك فرصة لتطوير هذه الأداة إلى حل متكامل يحسن أداء المواقع ويعزز الحماية.

في عام 2009، اجتمع برينس مع ميشيل زاتلين في كلية هارفارد للأعمال، وأدركت زاتلين إمكانية إنشاء خدمة تجمع بين الحماية وتسريع المواقع، ومن هنا وُلِدت فكرة تأسيس شركة "كلاود فلير". طوّر هولواي نموذجًا أوليًا جمع بين الحماية والتسريع، ولاحظ المستخدمون تحسنًا ملحوظًا في سرعة مواقعهم وانخفاض أوقات التحميل بنحو ثلاثين في المئة، إلى جانب تعزيز الأمان ضد التهديدات.

ظهرت الشركة رسميًا عام 2010 خلال مؤتمر "تك كرانش ديسرابت"، ومنذ ذلك الحين أطلقت عشرات المنتجات وافتتحت مكاتب في دول متعددة، وأنشأت أكثر من ثلاثمئة مركز بيانات حول العالم. وتتمثل مهمة "كلاود فلير" في بناء إنترنت أسرع وأكثر أمانًا وموثوقية للجميع، بدءًا من المدونات الصغيرة والمواقع الشخصية وصولًا إلى الشركات الكبيرة والهيئات الحكومية.

تعتمد الشركة على شبكة عالمية موزعة في أكثر من مئة وعشرين دولة و330 مدينة، وتستفيد من تقنيات التوجيه الذكي لضمان مرور البيانات عبر أسرع المسارات وأكثرها موثوقية، وتخدم أكثر من عشرين في المئة من مواقع الويب حول العالم. تستخدم تقنياتها للتعامل مع حركة البيانات الضخمة وحماية المواقع من هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة، كما تبنت نموذج "الثقة الصفرية" لضمان عدم الثقة بأي مستخدم أو جهاز داخل أو خارج الشبكة.

تشمل خدماتها نظام حماية متقدم لتطبيقات الويب، وجدار حماية يتلقى تحديثات تلقائية لمواجهة الثغرات، إلى جانب شبكة توصيل المحتوى التي تسريع وصول البيانات عبر التخزين المؤقت في مراكزها المنتشرة، مع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل حركة المرور في الوقت الحقيقي.

كما طورت أدوات مبتكرة للكشف عن الروبوتات وحماية البيانات من الاستخلاص، بما في ذلك أدوات تدقيق الذكاء الاصطناعي وتقديم محتوى مزيف للحد من محاولات جمع المعلومات، مع تقديم تجربة تحقق أكثر سلاسة وخصوصية بديلة عن خدمات كابتشا التقليدية.

تتفوق "كلاود فلير" في مجالات متخصصة مثل تسريع المحتوى والحماية من الهجمات مقارنة ببعض عمالقة التكنولوجيا مثل أمازون وغوغل، حيث تقدم خدمات مثل منصة "ووركيرز" بزمن بدء شبه منعدم، ونظام أسماء نطاقات سريع وآمن، مع تسعير شفاف وخدمات بدون رسوم نقل بيانات، ما يجعلها حلاً عمليًا وفعالًا لملايين المستخدمين حول العالم.

ثبتت كلاود فلير نفسها كحارس خفي للإنترنت وركيزة أساسية في البنية التحتية الرقمية العالمية، مؤكدة أن الابتكار والتركيز على احتياجات المستخدمين يمكن أن يتيح للشركات المتخصصة المنافسة بقوة في مواجهة أكبر عمالقة التكنولوجيا.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.