يشهد عام 2025 موجة جديدة من تسريحات الموظفين في شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث تتجه الشركات لإعادة هيكلة قواها العاملة والتركيز على الأتمتة والذكاء الاصطناعي، مما يؤثر على آلاف الموظفين حول العالم.
أعلنت ميتا مؤخرًا عن تسريح نحو 600 موظف في قسم الذكاء الاصطناعي، ضمن جهودها المستمرة لتبسيط العمليات وإنشاء مؤسسة أكثر مرونة. وتأتي هذه الخطوة بعد أن قلصت الشركة نحو ثلاثين ألف وظيفة منذ عام 2022، رغم استمرار التوظيف المكثف في أبحاث الذكاء الاصطناعي الأساسية، حيث وصف الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج هذا الإجراء بأنه يهدف إلى زيادة فعالية كل موظف وتوسيع نطاق تأثيره في المشاريع.
وفي الوقت نفسه، تواصل أمازون تعديل هيكلها الوظيفي، مستثمرة بكثافة في الروبوتات والذكاء الاصطناعي التوليدي، ما قد يؤدي إلى فقدان عشرات الآلاف من الوظائف، خاصة في أقسام المستودعات والخدمات اللوجستية، مع خطط لتسريح جزء من موظفي الموارد البشرية وخدمات الحوسبة السحابية.
كما شهدت مايكروسوفت عمليات تسريح واسعة وصلت إلى خمسة عشر ألف موظف، شملت المبيعات والتسويق والهندسة، فيما تخطط إنتل لتقليص نحو خمسة وعشرين ألف وظيفة للتركيز على تقنيات أشباه الموصلات الحديثة.
وشملت موجة التسريحات شركات أخرى مثل سيلزفورس التي قلصت أربعة آلاف وظيفة معظمها في دعم العملاء، وجوجل التي ركزت على فرق الحوسبة السحابية والتصميم.
ولم تقتصر التأثيرات على وادي السيليكون فقط، بل امتدت إلى الهند، حيث بدأت شركة تاتا للخدمات الاستشارية في تخفيض نحو عشرين ألف وظيفة استعدادًا لنموذج تشغيلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، فيما اتخذت شركات Infosys وWipro وTech Mahindra خطوات مماثلة لتقليص أكثر من عشرة آلاف وظيفة مجتمعةً.
تشير هذه التحولات إلى أن استراتيجيات القوى العاملة في قطاع التكنولوجيا تتغير جذريًا، حيث تتخلى الشركات عن الأدوار التقليدية لصالح الأتمتة والذكاء الاصطناعي، مع استمرار خلق فرص جديدة تتطلب مهارات متطورة، ما يعكس الحاجة الملحة لإعادة تأهيل الموظفين لمواكبة التحول الرقمي المتسارع.

إرسال تعليق