آخر الأخبار

الروبوت Figure 03 يفتح عصراً جديداً في الذكاء الصناعي


 كشفت شركة Figure عن الجيل الثالث من روبوتها الشبيه بالبشر Figure 03 الذي يشكل نقطة تحول كبيرة في عالم الذكاء الصناعي، حيث تسعى الشركة من خلاله إلى تقديم روبوت متعدد الأغراض قادر على أداء المهام البشرية والتعلّم مباشرة من الناس بطريقة تحاكي السلوك الواقعي.

قالت الشركة إن فريقها أعاد تصميم الأجهزة والبرمجيات بالكامل من الصفر ليخرج Figure 03 بنظام متكامل يجمع بين القوة والمرونة، إذ تم تزويده بمنظومة استشعار متطورة وأيدٍ أعيد تطويرها لتفعيل قدرات نظام Helix الذي يمثل القلب النابض للروبوت.

Helix يجمع بين الرؤية واللغة والحركة في منظومة واحدة، ما يمنح الروبوت قدرة على التفكير المنطقي واتخاذ القرارات بمرونة تشبه البشر. بفضل هذا الدمج أصبح Figure 03 قادراً على فهم البيئة المحيطة والتفاعل معها بشكل مستمر، مما يجعله أكثر وعياً واستجابة للمواقف اليومية.

النظام البصري في Figure 03 هو الأكثر تقدماً في تاريخ الشركة، حيث تعمل الكاميرات الجديدة بسرعة مضاعفة مقارنة بالنموذج السابق، مع تقليل زمن الاستجابة إلى الربع وتوسيع زاوية الرؤية بنسبة كبيرة. كما تم تعزيز عمق الميدان البصري ليصبح أكثر استقراراً ودقة حتى داخل البيئات المعقدة مثل المنازل والمصانع.

أُضيفت أيضاً كاميرات صغيرة داخل راحتي اليدين لتوفير رؤية دقيقة أثناء الإمساك بالأشياء، حتى في الحالات التي تُحجب فيها الكاميرات الرئيسية. هذه التقنية تمنح Helix وعياً بصرياً دائماً وتحكماً لحظياً أثناء الحركة والتفاعل.

أما الأيدي فقد شهدت تطويراً كبيراً من حيث التصميم اللمسي، إذ أصبحت أكثر نعومة ومرونة لتأمين تلامس أكبر مع الأجسام وضمان قبضة مستقرة على مختلف الأشكال. وطوّرت الشركة أول حساس لمسي خاص بها بدقة عالية، حيث يمكن لكل إصبع اكتشاف ضغط بسيط جداً لا يتجاوز وزن مشبك ورق، مما يمنح الروبوت قدرة مذهلة على التعامل مع الأجسام الهشة دون كسرها.

ويمتلك Figure 03 نظام نقل بيانات بسرعة 10 جيجابت في الثانية، ما يسمح له برفع كميات هائلة من البيانات إلى منظومة Helix للتعلّم والتحسين الذاتي بشكل مستمر، ليصبح قادراً على تطوير أدائه مع مرور الوقت دون الحاجة إلى تدخل بشري.

الشركة حرصت على جعل الروبوت أكثر أماناً وملاءمة للاستخدام المنزلي، فتم استبدال الأجزاء المعدنية الصلبة بمواد ناعمة مغطاة بفوم متعدد الكثافة لتجنب الإصابات المحتملة. كما أصبح أخف وزناً بنسبة 9% وأصغر حجماً من النسخ السابقة، مما يسهل حركته داخل المساحات الضيقة.

أما البطارية الجديدة فقد حصلت على اعتماد أمان عالمي بفضل احتوائها على أنظمة حماية متعددة، مما يجعل استخدامها داخل المنازل أكثر أماناً دون خطر السخونة أو سوء التشغيل. ويمكن تنظيف الأغطية القماشية أو استبدالها بسهولة، كما يمكن تخصيص مظهر الروبوت بملابس مقاومة للتمزق تتناسب مع الاستخدام اليومي.

ولتسهيل التواصل مع المستخدمين، تم تزويد Figure 03 بنظام صوتي جديد أقوى بأربع مرات من السابق، مع مكبر صوت أكبر وميكروفون أكثر دقة في استقبال الأوامر الصوتية. كما أُضيفت خاصية الشحن اللاسلكي في قدميه ليعيد شحن نفسه تلقائياً على قاعدة شحن بقدرة تصل إلى 2 كيلوواط دون أي تدخل بشري.

في جانب التصنيع، أكدت الشركة أنها صممت Figure 03 ليكون منتجاً قابلاً للتوسع وليس مجرد نموذج بحثي. فقد أُعيد تصميم المكونات لتقليل التكلفة وزيادة الكفاءة، مع إنشاء سلسلة توريد جديدة بالكامل وتصنيع داخلي للمحركات والبطاريات والحساسات لضمان الجودة.

كما أطلقت الشركة مصنعها المتقدم BotQ بطاقة إنتاجية مبدئية تبلغ 12 ألف وحدة سنوياً، مع خطط للوصول إلى إنتاج 100 ألف وحدة خلال أربع سنوات. المصنع يعمل بنظام رقمي ذكي لمراقبة الجودة وإدارة جميع مراحل التصنيع بشكل دقيق.

ورغم أن الشركة ركزت في البداية على السوق المنزلي، فإن Figure 03 صُمم أيضاً ليعمل في البيئات التجارية، حيث تسمح محركاته الجديدة بالحركة السريعة والعزم العالي، مما يجعله مناسباً لأعمال المستودعات والمصانع والتعامل مع المواد الحساسة.

ويمتلك الروبوت نظاماً لاسلكياً يتيح له العودة تلقائياً إلى قاعدة الشحن عند الحاجة ومواصلة رفع البيانات حتى أثناء فترات التوقف، كما يمكن تخصيص مظهره بشاشات جانبية أو ملابس تحمل شعارات الشركات التي تستخدمه.

بهذا التطوير الشامل يضع Figure 03 معايير جديدة لعصر الروبوتات البشرية، جامعاً بين الذكاء الاصطناعي والرؤية المتقدمة والقدرات اللمسية الدقيقة والتصميم الآمن. إنه خطوة كبيرة نحو عالم تتكامل فيه الروبوتات مع حياة الإنسان اليومية لتصبح جزءاً طبيعياً من المستقبل القريب.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.