تقوم شركة جوجل بتجربة أدوات جديدة طموحة تهدف إلى تحويل الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى مدرب شخصي. تسعى الشركة إلى منح روبوت الدردشة الخاص بها، Bard، القدرة على تقديم المشورة للمستخدمين في حياتهم الشخصية ومساعدتهم في حل المشكلات التي يواجهونها.
تأتي هذه التجربة بعدما قامت الشركة بإدخال تغييرات وميزات جديدة على منتجاتها للذكاء الاصطناعي التوليدي في الأشهر الأخيرة، بهدف مواكبة تقنية OpenAI. قامت الشركة بدمج DeepMind، وهو مختبر بحوث الذكاء الاصطناعي، مع فريقها Brain للذكاء الاصطناعي في شهر أبريل.
يعمل DeepMind حاليًا على استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في 21 نوعًا مختلفًا من المهام الشخصية والمهنية، بما في ذلك توفير نصائح وأفكار حياتية للمستخدمين وتوجيهات للتخطيط والدروس الخصوصية.
تعكس هذه المشروعات التطويرية التزام جوجل بقيادة مجال الذكاء الاصطناعي، وتشير إلى استعدادها المتزايد للوثوق بأنظمة الذكاء الاصطناعي في المهام الحساسة.
تمثل هذه القدرات تحولًا عن التحذير السابق الذي أطلقته جوجل بشأن الذكاء الاصطناعي التوليدي. في ديسمبر، حذر خبراء سلامة الذكاء الاصطناعي في الشركة من مخاطر تشكل الروابط العاطفية بين الأشخاص وبرامج الدردشة الآلية.
على الرغم من أن جوجل كانت رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلا أن أخبار شركة OpenAI استحوذت على الانتباه بعد إطلاقها لروبوت الدردشة ChatGPT في نوفمبر. وقد أشعل هذا الإطلاق سباقًا بين شركات التكنولوجيا العملاقة والشركات الناشئة في هذا المجال السريع النمو.
لقد أمضت جوجل الأشهر التسعة الماضية في محاولة للمضي قدمًا ومواكبة OpenAI وشركة مايكروسوفت، حيث قامت بإطلاق Bard وتحسين أنظمتها للذكاء الاصطناعي ودمج التكنولوجيا في عدة منتجات حالية، بما في ذلك محرك البحث والبريد الإلكتروني.
قامت إحدى الشركات المتعاقدة التي تعمل مع جوجل بتجميع فرق من الموظفين لاختبار قدرات Bard، بما في ذلك أكثر من 100 خبير حاصل على درجة الدكتوراه في مجالات مختلفة، وذلك لاختبار قدرة الروبوت على الإجابة على الأسئلة.
بالإضافة إلى تحسين قدرة Bard على تقديم النصائح الحياتية، تعمل جوجل أيضًا على تطوير وظيفة تعليمية تمكن الروبوت من تعليم مهارات جديدة أو تحسين المهارات الموجودة، وتعمل أيضًا على تطوير ميزة للتخطيط لمساعدة الروبوت في إنشاء ميزانيات مالية وخطط وجبات وتمارين للمستخدمين.
في شهر ديسمبر، حذر خبراء أمان الذكاء الاصطناعي في جوجل من أن المستخدمين قد يواجهون تدهورًا في صحتهم ورفاهيتهم إذا اعتمدوا بشكل كبير على نصائح الذكاء الاصطناعي.
وأشاروا إلى أن بعض المستخدمين قد يعتقدون أن الروبوت الدردشة لديه وعي وحساسية نتيجة اعتمادهم الكبير على التكنولوجيا.
تحذر جوجل في مارس، عندما قامت بإطلاق Bard، من تقديم المشورة الطبية أو المالية أو القانونية عبر الروبوت.
يشارك Bard موارد الصحة العقلية مع المستخدمين الذين يشعرون بأنهم يعانون من اضطرابات نفسية.
لا تزال الأدوات قيد التطوير، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت جوجل قد قررت أن تكون أأقل حرصًا في هذا الصدد.
إرسال تعليق