في خطوة استراتيجية لتعزيز حضورها في مجال الذكاء الاصطناعي، يعمل معهد أبحاث الفضاء الإلكتروني الصيني على تطوير نموذج لغوي كبير مستند إلى فلسفة الرئيس شي جين بينغ وبعض الموضوعات المتماشية مع الموقف الرسمي للحكومة الصينية.
النموذج اللغوي الجديد ليس كغيره من النماذج المتاحة حاليًا، فهو يقوم بمهام متعددة تشمل الإجابة على الأسئلة، كتابة التقارير، والترجمة بين اللغتين الصينية والإنجليزية. ما يميزه هو اعتماده على قاعدة معرفية محلية غير مفتوحة المصدر، مما يضمن الأمان والموثوقية العالية.
تم عرض النموذج عبر حساب مجلة إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية على منصة وي تشات، وأظهرت العروض التوضيحية أن الإجابات تستند إلى وثائق رسمية ومصادر معتمدة من الحكومة الصينية.
وأكد المعهد أن "الاحترافية والسلطة التي يتمتع بها النموذج تضمن الجودة المهنية للمحتوى المولد". يتم تشغيل النموذج حصريًا على خوادم معهد أبحاث الفضاء الإلكتروني، حيث تتم معالجة جميع البيانات محليًا لضمان مستوى عالٍ من الأمان. يعتمد النموذج على نماذج لغوية مدربة ومعتمدة من الحكومة الصينية.
لا يزال النموذج في مرحلة الاختبار الداخلي داخل المعهد ولم يتم إتاحته للجمهور حتى الآن. يجب على الشركات الصينية التي تطور نماذج لغوية كبيرة أن تلتزم باللوائح الحكومية وتتحقق من توافق المحتوى المولد مع القيم الاشتراكية للحكومة.
مثلما تواجه جميع الدول، الصين تواجه تحديات في تحقيق توازن بين فائدة النماذج اللغوية الكبيرة ومشكلاتها، إذ قد تولد النماذج الذكية نتائج غير مرغوب فيها رغم تمتّعها بحدود أمان قوية نتيجة لاختراقات بسيطة نسبيًا.
الصين تسعى لتجنب هذه النتائج غير المرغوب فيها عن طريق تقليل المواد التدريبية. ومن خلال تطوير مجموعة بيانات للنموذج تحتوي فقط على أجزاء تتفق مع قيم الحزب، تهدف الصين لتفادي المشكلات المحتملة. إلا أن هذه القيود قد تؤثر على أداء النماذج اللغوية الكبيرة، مما قد يعوق تقدم الصين في سباق الذكاء الاصطناعي مع الولايات المتحدة.
إرسال تعليق