أعلن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، أن الشركة ستبدأ في إنتاج منخفض لروبوتات شبيهة بالبشر لاستخدامها داخل مصانعها خلال العام المقبل. هذا الإعلان يأتي بعد تصريح ماسك قبل أشهر بأن الشركة ستطرح الروبوتات بحلول نهاية 2024، ويأمل ماسك بزيادة إنتاج الروبوتات لصالح شركات أخرى بحلول عام 2026.
في أبريل الماضي، قال ماسك إن روبوت تسلا، المعروف باسم "أوبتيموس"، سيكون قادراً على أداء مهام في المصانع بحلول نهاية هذا العام، وقد يكون جاهزاً للبيع في نهاية 2025. تطوير هذه الروبوتات يهدف إلى سد نقص العمالة وأداء المهام المتكررة والخطيرة في التصنيع والخدمات اللوجستية.
شركات مثل هوندا اليابانية وبوسطن ديناميكس التابعة لهيونداي موتور، تعمل أيضاً على تطوير روبوتات شبيهة بالبشر. هذه الشركات تراهن على أن الروبوتات يمكن أن تؤدي مهام قد تكون خطيرة أو مملة للبشر، مثل التخزين والتصنيع.
رغم تاريخ ماسك في عدم الوفاء ببعض وعوده، مثل تأجيل خدمة تاكسي تسلا الروبوتية ذاتية القيادة، ارتفعت أسهم تسلا بنحو 1% في معاملات ما قبل فتح سوق الأسهم الاثنين الماضي.
الفترة الأخيرة شهدت صعود العديد من الشركات العاملة في مجال تطوير الروبوتات البشرية، بالتزامن مع طفرة الذكاء الاصطناعي منذ نهاية 2022 مع نجاح منصة ChatGPT. شركات مثل Physical Intelligence وFigure و1X تنافس تسلا في هذا السوق، وتستهدف تطوير روبوتات تعمل في المصانع جنباً إلى جنب مع البشر.
ورغم التقدم الكبير في تصميمات الروبوتات وأنظمتها الذكية، تزايدت الحوادث الخطيرة التي تعرض لها البشر بسبب الروبوتات، ووصلت أحياناً إلى حد الموت. في 2023، تعرض عامل في مصنع بكوريا الجنوبية للسحق بواسطة روبوت بعد فشله في التمييز بينه وبين صناديق المنتجات. هذا الحادث، بالإضافة إلى حوادث أخرى، يثير التساؤلات حول سلامة البشر في مواجهة الروبوتات.
دراسة نشرتها المجلة الأميركية للعلوم الصناعية أوضحت أن بين 1992 و2017، لقي 41 شخصاً مصرعهم بسبب الروبوتات داخل المصانع. غالبية الحوادث تسببت فيها روبوتات ثابتة، بينما الروبوتات المتحركة كانت أقل خطورة. الدراسة أشارت إلى أن 4 من أصل كل 5 حوادث وقعت خلال عمليات الصيانة الدورية للروبوتات، مما يعكس أن الحوادث التي تقع خلال أداء الروبوتات لمهامها تشكل نسبة ضئيلة من الخطر على حياة العمال.
الخبراء يؤكدون ضرورة وضع سلامة الإنسان كأولوية عند تطوير الروبوتات، لضمان أن تكون هذه التكنولوجيا خطوة نحو تقدم البشرية وليس العكس.
إرسال تعليق