اتخذت وزارة التجارة الأمريكية قرارًا بفرض حظر على استخدام منتجات شركة كاسبرسكي الروسية للأمن السيبراني، ومنحت الشركات الأمريكية مهلة حتى أواخر سبتمبر القادم لحذف منتجات كاسبرسكي من أجهزتها. هذه الخطوة تأتي في سياق الضغوط المتزايدة على التكنولوجيا الروسية منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث أصبحت روسيا تعاني من عزلة رقمية متزايدة واعتماد متزايد على التكنولوجيا الصينية.
في تحليل نشره موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، يشير المحلل جاستن شيرمان إلى ضرورة استغلال الغرب لهذه الفرصة السياسية. لقد بدأت روسيا في التخلي عن التكنولوجيا الغربية منذ بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، مدفوعة بالخوف من تداعيات الاعتماد على التكنولوجيا الغربية. ولكن في الوقت نفسه، أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تعميق هذه العزلة الرقمية، مما دفع روسيا إلى الاعتماد بشكل أكبر على الصين.
منذ بداية الغزو، شهدت روسيا نزيفًا في العقول، حيث غادرها عشرات الآلاف من عمال التكنولوجيا. وفي ظل العقوبات الغربية، أصبحت إمدادات التكنولوجيا في روسيا "كارثية"، مما دفعها إلى الاعتماد على الرقائق الصينية وتفكيك الأجهزة المنزلية لاستخراج الرقائق. ورغم محاولات روسيا لتحقيق استقلال تكنولوجي، إلا أن الاعتماد المتزايد على الصين يشكل مصدر قلق كبير.
يشير شيرمان إلى أن روسيا، رغم سعيها لاستبدال الواردات وتعزيز الابتكار المحلي، لا تزال تعتمد على التكنولوجيا الصينية بشكل كبير. حيث زادت صادرات الصين من الرقائق إلى روسيا بشكل كبير، واحتلت الشركات الصينية مثل شياومي وريال مي مراكز متقدمة في السوق الروسية.
من جانبه، يقترح شيرمان أن تستغل الولايات المتحدة وحلفاؤها هذا الاعتماد الروسي على التكنولوجيا الصينية. من خلال جمع المعلومات الاستخباراتية المفتوحة المصدر، يمكن للغرب تحديد نقاط الضعف في التكنولوجيا الصينية المستخدمة في روسيا، واستغلالها لصالحه.
وفي النهاية، رغم احتفاء الكرملين بعزلته التكنولوجية، فإن الاعتماد المتزايد على الصين يظهر بوضوح أن روسيا لم تحقق بعد استقلالها التكنولوجي الكامل.
إرسال تعليق