انضمت شركات صينية كبرى إلى سباق تصنيع الروبوتات البشرية المدعومة بالبطاريات، بهدف استبدال العمال البشريين في مصانع السيارات الكهربائية، وتحدي هيمنة تسلا الأمريكية في هذا المجال.
خلال مؤتمر الروبوتات العالمي الذي انعقد مؤخرًا في بكين، عرضت أكثر من 20 شركة صينية نماذج متطورة من الروبوتات البشرية، المصممة للعمل في المصانع والمستودعات. هذه الروبوتات، المصنوعة من أجزاء دقيقة معظمها محلية الصنع، تمثل جزءًا من استراتيجية الصين لتعزيز دورها في صناعة التكنولوجيا المتقدمة.
بدعم حكومي واسع وتنافس شديد في الأسعار، تسعى بكين لتكرار النجاح الذي حققته في صناعة السيارات الكهربائية. ويأتي ذلك ضمن سياسة الرئيس الصيني شي جين بينج لتطوير "قوى إنتاجية جديدة"، وهو ما ظهر جليًا في الأدبيات التي رافقت مؤتمر الروبوتات.
في هذا السياق، أطلقت الصين صندوقًا حكوميًا بقيمة 1.4 مليار دولار لدعم صناعة الروبوتات في يناير الماضي، تلاه إعلان شنغهاي عن خطط لإنشاء صندوق مشابه بنفس القيمة. وتستفيد هذه الروبوتات من تكنولوجيا مورّدين محليين دخلوا مجال السيارات الكهربائية، بما في ذلك مصنّعي البطاريات وأجهزة الاستشعار.
توقعات مؤسسة "جولدمان ساكس" تشير إلى أن السوق العالمي للروبوتات البشرية قد يصل إلى 38 مليار دولار بحلول عام 2035، مع ما يقرب من 1.4 مليون شحنة موجهة للتطبيقات الاستهلاكية والصناعية. وقد قدرت المؤسسة أن تكلفة تصنيع هذه الروبوتات قد انخفضت إلى حوالي 150 ألف دولار لكل وحدة في عام 2023، باستثناء تكاليف البحث والتطوير.
من جانبه، أكد هو ديبو، الرئيس التنفيذي لشركة "شنغهاي كيبلر إكسبلوريشن روبوتيكس"، أن هناك إمكانية كبيرة لخفض التكلفة، حيث تعمل شركته على تطوير النسخة الخامسة من روبوت صناعي بأسعار تنافسية تقل عن 30 ألف دولار.
وعلى الرغم من أن الروبوت "أوبتيموس" من تسلا قد أثر بشكل كبير على الصناعة منذ الكشف عنه في عام 2021، إلا أن الشركات الصينية تواصل تحقيق تقدم ملحوظ. وفي المعرض المصاحب لمؤتمر الروبوتات في بكين، عرضت تسلا "أوبتيموس" بجوار سيارتها الشهيرة "سايبرترك"، وكان المعروض واحدًا من أكثر الروبوتات جذبًا للزوار.
الصين، التي تتصدر العالم في عدد الروبوتات الصناعية المثبتة في المصانع، تواصل تعزيز قدراتها في هذا المجال، مع توقعات ببدء الإنتاج الضخم للروبوتات الشبيهة بالبشر بحلول عام 2025. ومع استمرار التنافس بين تسلا والشركات الصينية، يبدو أن مستقبل تصنيع السيارات الكهربائية سيتحدد إلى حد كبير من خلال التقدم في تكنولوجيا الروبوتات البشرية.
إرسال تعليق