في الأسابيع الماضية، تصدرت شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية ويز عناوين الأخبار بعدما قررت شركة ألفابيت المالكة لقوقل الاستحواذ عليها مقابل مبلغ ضخم بلغ 23 مليار دولار، لتكون هذه الصفقة هي الأكبر في تاريخ ألفابيت التي اعتادت على شراء الشركات الناشئة باستمرار.
رغم الإغراء المالي، رفضت ويز الصفقة وفضلت أن تبقى مستقلة، مقررة اللجوء للبورصة للحصول على التمويل اللازم، مما يثير تساؤلات حول الأسباب التي دفعتها لهذا القرار وكذلك الأسباب التي دفعت قوقل للسعي وراء هذه الشركة تحديدًا.
ويز تعمل في مجال الأمن السيبراني مثل العديد من الشركات الناشئة في إسرائيل، حيث تقدم حلولًا متقدمة لحماية الخوادم وحسابات الشركات. تأسست في 2020 في تل أبيب على يد مهندسي أمن سيبراني إسرائيليين وانتقلت لاحقًا إلى نيويورك لتكون قريبة من عملائها الدوليين مع الحفاظ على مقرها وقوتها العاملة في إسرائيل.
حصلت ويز في مايو الماضي على تمويل بقيمة مليار دولار مما رفع قيمتها إلى أكثر من 12 مليار دولار، وهي الآن تعتبر أكبر شركة ناشئة في عالم الأمن السيبراني متفوقة على العديد من المنافسين. ومن المعروف أيضًا أن الشركة لديها عقود تعاون مع جميع المؤسسات الحكومية الإسرائيلية عبر شركة آكسيل التي تمثل واجهة توزيع خدماتها، مما ساهم في رفع قيمتها بشكل كبير.
تشكل ويز جزءًا مهمًا في منظومة الأمن السيبراني، وهي حجر الأساس الذي تفتقده قوقل لتعزيز خدماتها السحابية. حاليًا تسيطر قوقل على 10% فقط من سوق الخدمات السحابية مقارنة بأمازون بما نسبته 32% ومايكروسوفت بنسبة 23%. وضم ويز كان سيمنح قوقل فرصة لزيادة حصتها في هذا السوق.
تاريخ قوقل مليء بصفقات الاستحواذ الناجحة بدءًا من يوتيوب في 2006 مرورًا بآد موب ونيست وفيت بيت ووصولًا إلى وييز في 2007. هذه الصفقات ساهمت في تعزيز مكانة قوقل في مختلف القطاعات. وفي حالة موافقة ويز، كانت قوقل ستواجه عقبات تنظيمية في الولايات المتحدة مثلما حدث مع صفقات مايكروسوفت وأكتيفيجن-بليزارد وأمازون وآي روبوت.
في النهاية، قرار ويز برفض الصفقة والاتجاه للاكتتاب العام يعكس رغبتها في الحفاظ على استقلاليتها واستغلال التغطية الإعلامية الكبيرة التي حصلت عليها. وقد يكون هذا القرار هو الأنسب لها لتحقيق أرباح مستقبلية دون فقدان السيطرة على الشركة.
هذه القصة تبرز أيضًا أهمية شركات الأمن السيبراني الإسرائيلية، التي تتنوع بين تأمين الخوادم وحماية البيانات إلى اختراق الجوالات والتجسس السيبراني. وجود 469 شركة أمن سيبراني في إسرائيل يعكس اهتمام هذا البلد بهذا المجال، ورغم ذلك، حالات الاختراق المتكررة في المؤسسات الإسرائيلية تثير تساؤلات حول فعالية هذه الشركات.
إرسال تعليق