انتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي حزمة برامج جديدة تُدعى Deep-Live-Cam، تسمح باستخدام تقنيات التزييف العميق في الوقت الفعلي عبر كاميرا الويب. هذه البرامج تستطيع استخراج وجه شخص من صورة واحدة ومتابعة تعابيره وإضاءة وجهه أثناء بث مباشر، مما يعزز قدرات التزييف العميق بشكل غير مسبوق.
ورغم أن النتائج لا تزال غير مثالية، فإن هذا التطور يظهر بوضوح كيف أصبحت هذه التكنولوجيا أكثر تطورًا وسرعة، مما يجعل الخداع عن بُعد أسهل بكثير. البرنامج اكتسب شهرة واسعة بعد انتشار مقاطع فيديو تُظهر تقليد شخصيات شهيرة مثل إيلون ماسك والمرشح الجمهوري جيه دي فانس، مما أدى إلى ارتفاع شعبية البرنامج ليصل إلى المركز الأول في متجر GitHub.
تقنية التزييف العميق ليست جديدة، إذ ظهرت لأول مرة في عام 2017 وكانت حينها مكلفة وبطيئة ولا تعمل في الوقت الفعلي. ومع ذلك، فقد أصبحت الآن متاحة بسهولة لأي شخص باستخدام جهاز كمبيوتر عادي وبرامج مجانية مثل Deep-Live-Cam.
التزييف العميق أثار مخاوف كبيرة تتعلق بالاحتيال وسرقة الهوية، ومن المرجح أن تزداد هذه المخاطر مع توفر هذه البرامج بشكل أوسع. يستطيع أي شخص التقاط صورة من مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامها لانتحال الشخصية باستخدام هذه التكنولوجيا، وهو أمر قد يؤدي إلى تفاقم مشكلات الاحتيال.
برنامج Deep-Live-Cam يعتمد على دمج حزم برمجية عدة تحت واجهة جديدة، وهو تطور لمشروع سابق يُدعى roop. يعمل البرنامج من خلال اكتشاف الوجوه في الصور الأصلية والجديدة، ثم استخدام نموذج ذكاء اصطناعي يُدعى inswapper لتنفيذ عملية تبديل الوجوه. يتم تحسين جودة الصور المبدلة باستخدام نموذج آخر يُدعى GFPGAN، مما يُحسن التفاصيل ويصحح الأخطاء.
نموذج inswapper تم تدريبه على ملايين الصور، مما يمنحه القدرة على تخمين شكل الوجه في زوايا وإضاءة مختلفة. هذه الشبكة العصبية طورت فهماً لهياكل الوجه، مما يجعلها قادرة على فصل السمات الثابتة مثل الهوية عن السمات المتغيرة مثل التعبير والزاوية.
برنامج Deep-Live-Cam ليس الوحيد في مجال تبادل الوجوه، إذ توجد مشاريع أخرى مثل facefusion تستخدم نفس التكنولوجيا بواجهات مختلفة. ومع أن تثبيت هذه البرامج ليس سهلًا حتى الآن، إلا أنه من المتوقع أن تصبح هذه التقنية أكثر سهولة مع مرور الوقت، مما يثير المزيد من التساؤلات حول مستقبل التزييف العميق وتأثيراته.
إرسال تعليق