تسابق شركات التكنولوجيا الكبرى للاستفادة من الطفرة في مجال الذكاء الاصطناعي عبر استثمار مليارات الدولارات في رقائق GPU، لكن هناك مسألة محاسبية هامة بدأت تثير القلق بين المستثمرين. قال محللون في بنك باركليز إن تكلفة انخفاض القيمة المرتبطة بالاستثمارات في رقائق الذكاء الاصطناعي تُعد من بين التكاليف "غير المرئية" التي قد تؤثر على تقييم الشركات.
تسمح المحاسبة بانتشار تكلفة الاستثمار الرأسمالي على مدى عمره الإنتاجي، مما يعني أن استثمار الشركات الضخم في رقائق GPU لا يُسجل كمصروفات فورية بل يتم توزيعه على فترة طويلة. وهذا يتيح تحقيق أرباح كبيرة في البداية حيث تُسجل النفقات الرأسمالية كإهلاك على مدى العمر الإنتاجي للأصل.
لكن المشكلة تكمن في أن العمر الإنتاجي للرقائق يمكن أن يكون أقصر بكثير مما يتوقعه البعض، نظراً لتسارع دورة الابتكار في هذا المجال. وقد يؤدي ذلك إلى زيادة النفقات المرتبطة بالاستهلاك، مما يؤثر سلباً على الأرباح.
توقع بنك باركليز أن يتأثر أداء شركات مثل ألفابت وأمازون وميتا بارتفاع تكاليف الاستهلاك، مع تخفيض تقديرات الأرباح بنسبة تصل إلى 10% للعام المقبل. وأوضح روس ساندلر، محلل الإنترنت في باركليز، أن "انخفاض قيمة أصول حوسبة الذكاء الاصطناعي هو أكبر تكلفة لهذه الشركات" محذراً من أن هذا الخطر قد يصبح أكثر وضوحاً في السنوات القادمة.
كما أشار تيد مورتونسون، المدير الاستراتيجي التكنولوجي لشركة بيرد، إلى أن الابتكارات السريعة في رقائق GPU تساهم في تقصير دورة حياتها، مما يتسبب في تكاليف استهلاك أعلى تؤثر على التقييمات. واعتبر أن النفقات الحالية قد تؤدي إلى انخفاض في أسهم الذكاء الاصطناعي على مدار العام المقبل.
وفي ظل إنفاق شركات التكنولوجيا الضخمة على رقائق GPU من إنفيديا وغيرها، يتوقع بنك باركليز أن تكون تكاليف الإهلاك أكبر مما هو متوقع، مشيراً إلى تقديرات مرتفعة لتكاليف الإهلاك في المستقبل القريب. سيتعين على الشركات الكبرى التعامل مع هذه التكاليف وتحليل أثرها على العوائد، بينما يتطلب الأمر أيضاً مزيد من الشفافية في كيفية التعامل مع استثمارات التكنولوجيا في المستقبل.
إرسال تعليق