بدأت جوجل في تعزيز جهودها لمواجهة المراجعات المزيفة التي تؤثر على سمعة الشركات، حيث باتت عملاقة البحث تتعقب الصفحات التجارية التي تستفيد من هذه المراجعات. جوجل تسعى الآن لإظهار الشفافية وتقديم تحذيرات لمستخدميها حول مثل هذه الأنشطة غير الموثوقة.
تسعى خرائط جوجل، التي تُعد واحدة من أشهر الخدمات لاكتشاف معلومات الشركات بسرعة، إلى تسهيل اكتشاف المراجعات المزيفة. وتعرض تحذيرًا واضحًا للشركات المتورطة في هذه الأنشطة، تقول فيه: "أزلنا المراجعات المزيفة المشتبه بها سابقًا من هذا المكان". هذه الخطوة تأتي في ظل سعي جوجل لتعزيز الثقة بين المستخدمين والشركات.
مع تزايد اعتماد الناس على المراجعات عند اتخاذ قراراتهم، سواءً كان ذلك لاختيار مطعم، فندق أو أي خدمة أخرى، أصبحت المراجعات المزيفة وسيلة شائعة لتضليل المستهلكين. بعض الشركات تلجأ لإنشاء مراجعات إيجابية مزيفة لتعزيز صورتها، بينما تستخدم أخرى هذه الأداة لتشويه سمعة منافسيها بمراجعات سلبية كاذبة.
جوجل تتخذ الآن خطوات جادة لجعل المراجعات جديرة بالثقة. في حال اكتشافها مراجعات غير موثوقة، تقوم بحذفها فورًا، كما تفرض قيودًا على الحسابات التجارية التي تتورط في هذه الأنشطة، مثل حظر مراجعات جديدة، أو تعليق الحسابات بشكل مؤقت.
أطلقت جوجل هذه القيود على الحسابات التجارية في المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا العام، ومع ذلك، لم يتم تأكيد توفر هذه الميزة بشكل رسمي في أماكن أخرى، بالرغم من تحديث صفحة الدعم في منتصف سبتمبر للإشارة إلى أنها قد تصبح ميزة عالمية قريبًا.
حتى الآن، يتمكن المستخدمون في المملكة المتحدة فقط من رؤية التحذيرات المرتبطة بهذه الشركات، كما حدث في المثال الذي شاركه خبير التسويق المحلي مايك بلومنثال على منصة إكس.
سياسة جوجل للمحتوى المحظور والمقيد واضحة: المراجعات يجب أن تعكس تجارب حقيقية في الأماكن أو الشركات المعنية. لا يُسمح بعرض محتوى مضلل أو تقديم الحوافز للمراجعين مثل المدفوعات أو الهدايا.
كما أن جوجل تسعى لتعقب المراجعات التي تستخدم أساليب مضللة مثل النشر من حسابات متعددة أو استخدام أنظمة محاكاة للتفاعل. ورغم أن جوجل لم تكشف بعد عن كيفية رصد هذه الأنشطة بالكامل، فإن مجرد وجود تحذيرات واضحة قد يكون كافيًا لردع بعض الشركات عن الاستمرار في التلاعب بتقييماتها.
الرسالة التي تُظهرها جوجل ليست فقط لتحذير الشركات، ولكنها أيضًا وسيلة لتمكين المستخدمين من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الأماكن التي ينوون زيارتها، مما يقلل من تأثير المراجعات المزيفة على سمعة الأعمال التجارية.
ورغم هذه الخطوات، لا تزال جوجل تواجه انتقادات، خصوصًا من هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة التي فتحت تحقيقًا في تعاملها مع المراجعات المزيفة عام 2021.
إرسال تعليق