في قمة دولية عقدت يوم الاثنين في سول، كوريا الجنوبية، اجتمعت أكثر من 90 دولة لمناقشة وضع خطة عمل لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول في المجال العسكري، رغم عدم وجود صلاحيات ملزمة لتنفيذ الاتفاقات، وفقاً لوكالة رويترز.
القمة، التي استمرت يومين، شهدت حضور ممثلين حكوميين من دول كبرى مثل الولايات المتحدة والصين. وكانت هذه القمة الثانية من نوعها، بعد القمة الأولى التي أقيمت في أمستردام العام الماضي. في تلك القمة، أيدت الولايات المتحدة والصين والدول الأخرى دعوة "معتدلة للعمل" دون التزام قانوني.
في كلمته الافتتاحية، أشار وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم يونج هيون إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في النزاعات العسكرية الحديثة، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، حيث استخدمت أوكرانيا طائرات مسيرة مزودة بالذكاء الاصطناعي للحصول على ميزة تكنولوجية ضد روسيا. واعتبر كيم أن الذكاء الاصطناعي يعزز القدرات العسكرية ولكنه يشكل أيضاً خطراً إذا لم يُستخدم بشكل مسؤول.
كما ناقش وزير خارجية كوريا الجنوبية جو تاي يول أهمية وضع مراجعات قانونية لضمان الامتثال للقانون الدولي، ووضع آليات لمنع الأسلحة المستقلة من اتخاذ قرارات تتعلق بالحياة والموت دون إشراف بشري.
صرح مسؤول كوري جنوبي كبير أن قمة سول تهدف إلى وضع خطة عمل تحدد حد أدنى من الإرشادات لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري وتقترح مبادئ الاستخدام المسؤول، بالاستناد إلى المبادئ التي وضعتها حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة ودول أخرى. ومع ذلك، لا يزال غير واضح عدد الدول التي ستؤيد الوثيقة الجديدة يوم الثلاثاء.
القمة تضاف إلى النقاشات الدولية حول استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، حيث تناقش الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في إطار اتفاقية الأسلحة التقليدية لعام 1983 إمكانية فرض قيود على أنظمة الأسلحة المستقلة القاتلة. كما أطلقت الحكومة الأميركية العام الماضي إعلاناً حول الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، الذي أيدته 55 دولة حتى أغسطس.
قمة سول، التي تستضيفها هولندا وسنغافورة وكينيا والمملكة المتحدة، تهدف إلى تعزيز المناقشات متعددة الأطراف حول هذا الموضوع، في وقت يهيمن فيه القطاع الخاص على المبادرات في هذا المجال. سجل حوالي 2000 شخص من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في القمة، بما في ذلك ممثلون من المنظمات الدولية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، لمناقشة مواضيع تتراوح بين حماية المدنيين واستخدام الذكاء الاصطناعي في التحكم في الأسلحة النووية.
إرسال تعليق