أعلنت شركة ميتا عن إطلاق نوع جديد من الحسابات المخصصة للمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا على منصتها "إنستقرام"، في خطوة تهدف إلى تعزيز سلامة هذه الفئة العمرية على الإنترنت. هذا التحديث يأتي بعد سنوات من التدقيق حول كيفية تعامل الشركة مع خصوصية وأمان المراهقين عبر منصاتها.
الحسابات الجديدة، التي أطلقت عليها ميتا اسم "حسابات المراهقين"، تضيف طبقات إضافية من أدوات الإشراف الأبوي، كما تفرض إعدادات خصوصية صارمة على المراهقين بشكل تلقائي، حيث لا يمكن تعديل هذه الإعدادات إلا بموافقة الأهل. من أبرز هذه الإعدادات، تحويل الحسابات إلى خاصة تلقائيًا، منع إمكانية إرسال الرسائل إلى الغرباء، والحد من التعرض للمحتوى الحساس.
تهدف ميتا من خلال هذه التحديثات إلى تقديم تجربة أكثر أمانًا للمراهقين، حيث يمكن للأهل مراقبة الحسابات التي يتواصل معها أطفالهم، بالإضافة إلى تتبع أنواع المحتويات التي يتفاعلون معها. ومع ذلك، لا يتمكن الأهل من رؤية محتويات الرسائل المباشرة.
ولتعزيز الحماية، قدمت ميتا ميزة "وضع السكون"، التي تتيح للأهل التحكم في الوقت الذي يقضيه أطفالهم على المنصة من خلال كتم الإشعارات أو جعل التطبيق غير قابل للوصول في أوقات معينة. كما يمكن تفعيل التذكيرات للأطفال لأخذ فترات راحة من استخدام التطبيق.
تعد هذه التحديثات جزءًا من استراتيجية ميتا لزيادة إشراف الأهل على تجارب أبنائهم على الإنترنت. في السابق، قدمت الشركة بعض ميزات الإشراف الأبوي لكنها كانت اختيارية. أما الآن، فإن "حسابات المراهقين" تصبح إلزامية، ولا يمكن للمراهقين تعديل إعدادات مثل تحويل الحساب من خاص إلى عام دون موافقة الأهل.
أعلنت ميتا أيضًا عن خطط لتطوير تقنيات جديدة للكشف عن الحسابات التي أنشأها مراهقون زيفوا أعمارهم لتجنب القيود الجديدة. باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ستتمكن الشركة من تحليل سلوك الحسابات لتحديد ما إذا كانت تنتمي لمراهقين، بما في ذلك دراسة الحسابات المرتبطة التي يتفاعلون معها بشكل متكرر.
وبدءًا من العام المقبل، ستطبق ميتا هذه القيود على الحسابات الجديدة التي ينشئها الأطفال بين سن 13 و15 عامًا. كما أنها ستقوم بنقل الحسابات الحالية إلى النظام الجديد في الأشهر المقبلة في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا، مع خطط لتوسيع نطاق هذه التغييرات لتشمل دول الاتحاد الأوروبي لاحقًا هذا العام. من المتوقع أن يتم إطلاقها في دول أخرى وتطبيقات ميتا الأخرى بحلول عام 2025.
تهدف ميتا من خلال هذه الإجراءات الجديدة إلى تحقيق توازن بين حماية المراهقين وتعزيز دور الأهل في مراقبة النشاطات الرقمية لأبنائهم، لضمان بيئة أكثر أمانًا على منصات التواصل الاجتماعي.
إرسال تعليق