تجري شرطة “آفون وسومرست” في جنوب غرب إنجلترا اختبارات على نظام ذكاء اصطناعي مبتكر يعرف باسم “سوز” (Soze)، يهدف إلى تسريع حل القضايا الجنائية القديمة والمعقدة. يتميز هذا النظام بقدرته الفائقة على تحليل أدلة تصل إلى سبع وعشرين قضية معقدة في فترة زمنية لا تتجاوز الثلاثين ساعة، وهو ما يعادل ما يحتاجه الإنسان من عمل لمدة تصل إلى واحد وثمانين عامًا.
يعد “سوز” أداة قوية يمكن أن تسهم في حل القضايا التي تبدو مستحيلة، نظرًا للكمية الهائلة من المعلومات التي يمكنه التعامل معها. ومع ذلك، يثير هذا النظام مخاوف عديدة حول دقة النتائج وإمكانية التحيز في تطبيق القانون، وهو ما يستدعي التفكير العميق قبل تطبيقه بشكل واسع.
يتضمن النظام القدرة على مسح وتحليل البريد الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومقاطع الفيديو، والبيانات المالية، مما يسمح بتجميع وتحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة. يتزامن هذا مع مشاريع ذكاء اصطناعي أخرى مثل إنشاء قاعدة بيانات للسكاكين والسيوف المستخدمة في الجرائم.
لكن لا تزال هناك العديد من الأسئلة حول معدل دقة النظام، إذ لم يتضح بعد كيف يمكن ضمان دقته في تحليل البيانات. كما تثير إمكانية وجود تحيزات ضد الأقليات قلقًا كبيرًا، وذلك بناءً على تجارب سابقة مع نماذج الذكاء الاصطناعي. وقد قوبل هذا الاستخدام من قبل الشرطة بانتقادات من لجنة الحقوق المدنية الأمريكية، التي أعربت عن مخاوفها بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على العدالة وحقوق الإنسان.
لذا، فإن الحاجة إلى التحقق من دقة وموثوقية النظام تصبح ملحة قبل أن يتم نشره على نطاق واسع. تتطلب المسألة مراقبة دقيقة لتأثير استخدام هذه التقنيات على العدالة وحقوق الإنسان.
بينما يظهر نظام “سوز” بوعد كبير في تسريع عمل الشرطة، فإن التحديات الأخلاقية والتقنية تتطلب حذرًا شديدًا في تطبيقه، لضمان عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبتها أنظمة الذكاء الاصطناعي السابقة في مجال تطبيق القانون.
إرسال تعليق