في إطار المنافسة المتصاعدة في سوق السيارات الكهربائية، بدأت شركات السيارات الصينية، التي تشهد بالفعل حرب أسعار شرسة، في التركيز على جانب آخر من جوانب التميز وهو التكنولوجيا المتطورة في رقائق السيارة. في خطوة لافتة، أعلنت شركتا Nio وXpeng عن جاهزيتهما لإنتاج رقائق سيارات مصممة داخلياً، وهو ما يعكس تحولاً في استراتيجيات شركات السيارات الكهربائية الصينية.
حتى وقت قريب، اعتمدت العديد من الشركات الكبرى في هذا القطاع على رقائق من شركة Nvidia، والتي سجلت إيرادات تجاوزت 300 مليون دولار من قطاع السيارات في الربع الأخير. لكن مع تزايد الطلب على التكنولوجيا المتطورة، قررت شركات السيارات الصينية، مثل Nio وXpeng، استثمار مواردها في تطوير رقائق خاصة بها لتلبية احتياجات السوق بشكل أكثر فاعلية.
يبرز سبب هذا التحول في تصريحات تو لي، مؤسس شركة Sino Auto Insights، الذي أوضح أن شركات السيارات تواجه تحديات في إبراز تفوقها عندما تعتمد على نفس التكنولوجيا مثل منافسيها. وأضاف لي أن شركة Tesla والشركات الناشئة الصينية تتجه نحو تصميم رقائقها الخاصة في حين تظل الشركات التقليدية مثل Nvidia وQualcomm في الصدارة لفترة قادمة.
أعلنت شركة Nvidia مؤخراً عن زيادة قدرها 37% في إيرادات قطاع السيارات، حيث تعتبر السيارات أحد محركات النمو الرئيسية في الشركة. وقد أشار مدير Nvidia إلى أن كل الشركات التي تطور تكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة تعتمد على تقنيات Nvidia في مراكز البيانات الخاصة بها.
وفي هذا السياق، يبرز اهتمام شركات السيارات الصينية بتصميم رقائقها الخاصة كاستجابة لنجاح Tesla في استخدام رقائقها الخاصة للوظائف المتقدمة في مساعدة السائق. وبحسب المحللين، يتيح تصميم الرقائق الداخلية لشركات السيارات تخصيص الميزات وتقليل مخاطر سلسلة التوريد المرتبطة بالتوترات الجيوسياسية.
من جهتها، أعلنت شركة Nio في يوليو عن انتهاءها من تصميم شريحة مخصصة للسيارات تحت اسم NX9031، والتي تستخدم تقنية 5 نانومتر المتقدمة. تعتبر هذه الشريحة الأولى من نوعها في صناعة السيارات الصينية، وستستخدمها Nio في سيارتها الجديدة ET9 المقرر إطلاقها في عام 2025.
أما شركة Xpeng، فقد كشفت عن رقاقتها الجديدة، لكن لم تفصح عن تفاصيل تقنية النانو المستخدمة فيها. وتواصل الشركة تعاونها الوثيق مع Nvidia، حيث يعد رئيس القيادة الذاتية السابق لشركة Xpeng جزءاً من فريق Nvidia.
في تطور آخر، أشار مؤسس BYD، وانغ تشوانفو، إلى أن أشباه الموصلات تعد الأساس للمرحلة الثانية من تطوير السيارات الكهربائية، بعد البطاريات. وأضاف أن أكثر من مليون مركبة من BYD تستخدم رقائق Horizon Robotics.
علاوة على ذلك، أعلنت BYD عن استخدام نظام مساعدة السائق من Huawei في علامتها التجارية Fang Cheng Bao. ورغم تأثير القيود الأمريكية على مبيعات شرائح Nvidia، فإن تأثيرها على شركات السيارات لم يكن كبيراً حتى الآن.
مع تزايد التركيز على تقنيات مساعدة السائق التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تتجه شركات السيارات الصينية نحو التكنولوجيا الداخلية لتلبية احتياجات السوق المتزايدة. وقد ساعدت الحوافز الحكومية على تعزيز انتشار السيارات الكهربائية في الصين، حيث تجاوزت المركبات التي تعمل بالطاقة الجديدة 50% من السيارات الجديدة المباعة لأول مرة.
تعمل المنظمات العالمية، مثل اتحاد الاتصال بالسيارات، على تطوير معايير جديدة لتقنيات الأمان والتواصل في السيارات، مما يتيح للسائقين استخدام تطبيقات الهواتف الذكية لفتح سياراتهم بطريقة أكثر أماناً وفعالية.
إرسال تعليق