تجددت المنافسة بين شركتي ARM وكوالكوم في ساحة المعالجات، حيث تقدمت ARM بدعوى قضائية تتهم كوالكوم بانتهاك براءات اختراع تتعلق بتكنولوجيا تصنيع المعالجات.
وبحسب تقرير من وكالة بلومبرغ، قامت ARM، الشركة البريطانية المتخصصة في تصميم بنى المعالجات، بإلغاء الترخيص الذي منحته لكوالكوم، وهو الترخيص الذي سمح للأخيرة بتصنيع معالجات Snapdragon المستخدمة في العديد من الأجهزة الذكية، بما في ذلك الحواسيب التي تعمل بتقنية Copilot+ من مايكروسوفت وهواتف جلاكسي من سامسونج.
تعود جذور النزاع إلى عام 2021، عندما قامت كوالكوم بالاستحواذ على شركة تصميم الرقائق "نيوفيا"، التي تُعتبر الرائدة في تصميم مكونات دقيقة داخل رقائق المعالجات تُعرف باسم الأنوية. وقد اعتبرت ARM أن صفقة الاستحواذ تمثل انتهاكًا للاتفاقيات السابقة، حيث تعتقد أن كوالكوم لم تلتزم بالشروط التعاقدية التي كانت تربط نيوفيا بـARM.
وردًا على ذلك، قامت كوالكوم برفع دعوى مضادة، مدّعية أن شروط الاتفاقية لا تتطلب إعادة التفاوض، مما أدى إلى تصعيد المعركة القانونية. ومع عدم تمكن الطرفين من التوصل إلى تسوية، ألغت ARM الترخيص الممنوح لنيوفيا في فبراير 2023، ما جعل نيوفيا محرومة من تقنيات ARM، بينما لا تزال كوالكوم تحتفظ بترخيصها الخاص.
تعتبر كوالكوم أن دعوى ARM محاولة لزيادة رسوم الترخيص، واصفًا ذلك بأنه تهديد غير مبرر يهدف إلى تعطيل أداء معالجات كوالكوم. بدورها، ردت ARM بأن كوالكوم انتهكت بنود الاتفاقية، ما دفعها لاتخاذ خطوات قانونية لحماية نظامها.
تحت قيادة الرئيس التنفيذي رينيه هاس، تسعى ARM إلى تقديم تصاميم أكثر تكاملاً يمكن للشركات استخدامها مباشرة في مصانع التصنيع. ويشدد هاس على أن الشركة تستحق مكافأة أكبر مقابل جهودها الهندسية.
بينما يسعى كريستيانو آمون، الرئيس التنفيذي لكوالكوم، إلى تقليل الاعتماد على تصاميم ARM والتركيز على تطوير منتجات خاصة بكوالكوم.
تمتلك ARM حصة ضخمة من سوق رقائق المعالجات، حيث تعتمد العديد من الشركات على تقنياتها، بينما تظل كوالكوم واحدة من أكبر العملاء. وتقدر إيرادات كوالكوم السنوية بحوالي 40 مليار دولار، معظمها يأتي من رقائق مصممة وفقًا لمعايير ARM.
تتزايد التحديات أمام معالجات تقنية x86 التقليدية مثل تلك التي تنتجها Intel وAMD، بسبب الضغط المتزايد نحو كفاءة الطاقة، مما يدفع الشركات إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها التكنولوجية.
إرسال تعليق