تسعى شركة جوجل لتعزيز جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي في الهند، حيث تُوجه جميع منتجاتها نحو المستخدمين الهنود. تأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز المنافسة المتزايدة بين شركات التكنولوجيا الأميركية في سوق حافل بالتحديات، وذلك وفقًا لموقع "تيك كرانش".
في فعالية "جوجل فور إنديا" العاشرة، التي أقيمت يوم الخميس الماضي، أعلنت جوجل عن نشر نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها "جيميني" لتعزيز البحث والتعرف البصري ومعالجة اللغة. يمثل هذا الإطلاق خطوة مهمة تجاه أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.
تشير البيانات إلى أن أكثر من أربعين في المئة من مستخدمي "جيميني" باللغة الهندية يعتمدون على التفاعلات الصوتية، مما يدفع جوجل لتلبية هذا الاتجاه المتزايد. حيث ستُطلق الشركة "جيميني لايف"، مساعد الذكاء الاصطناعي الذي يقدم محادثات صوتية طبيعية باللغة الهندية التقليدية، مع دعم لاحق لثمانية لغات هندية أخرى.
علاوة على ذلك، تعمل جوجل على توسيع أداتها للذكاء الاصطناعي التوليدي للبحث "إيه آي أوفرفيوز" لدعم المزيد من اللغات الهندية في الأسابيع المقبلة، حيث لم تكن المراجعة السابقة لهذا النظام باللغة الهندية مُرضية للغاية.
في سياق تعزيز الابتكار، تُعد "جوجل لينس" الأكثر شعبية في الهند، لذا تجرّب الشركة عمليات البحث المعتمدة على الفيديو، مما يمكّن المستخدمين من طرح أسئلة معقدة حول الأشياء المتحركة. ورغم تأخر الهند في سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن البلاد تُعتبر أكبر سوق مفتوحة لشركات التكنولوجيا العملاقة عالميًا.
تأسست جوجل في الهند قبل عقدين من الزمن، وتمتلك حاليًا ما بين سبعمئة مليون إلى ثمانمئة مليون مستخدم، وهو ما يشكل قاعدة واسعة يمكن أن تُعجّل من تبني الذكاء الاصطناعي في السوق الهندية.
تتزامن جهود جوجل مع استثمار عمالقة التكنولوجيا الأميركية مليارات الدولارات لجذب المستخدمين إلى منتجاتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. كما ستحصل خرائط جوجل على ميزات جديدة تركّز على الهند، مثل الملخصات المُنشأة بالذكاء الاصطناعي للأماكن، فضلاً عن البحث عن تجارب محددة بدلاً من مجرد المواقع.
أوضحت الشركة أنها تقوم بتحليل مليارات المراجعات والصور لتحويل الخرائط إلى منصة اكتشاف، مما يساعد المستخدمين على استكشاف الأعمال التجارية والمعالم السياحية المحلية.
كما قدّمت جوجل أدوات جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي للتجار الهنود، تهدف إلى تسهيل بناء حضورهم الرقمي. تشمل هذه الميزات الرسوم المتحركة التي تُنشأ بالذكاء الاصطناعي من صور المنتجات الثابتة، مما يسهل على الشركات إنشاء ملفات تعريف أكثر جاذبية على الإنترنت.
قدّمت جوجل أيضًا اقتراحات لتحسين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الهند، حيث يُقدّر أن هذا المجال يمكن أن يساهم في تحقيق نحو أربعة تريليونات دولار من القيمة الاقتصادية بحلول عام 2030. تتضمن هذه الاقتراحات الاستثمارات في قدرة الحوسبة، وتوفير مجموعات البيانات المفتوحة، وتحديث برامج المهارات، بالإضافة إلى تعزيز الوصول الشامل للذكاء الاصطناعي.
وفي ختام حديثها، أشارت جوجل إلى أن البلاد في مرحلة محورية في تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث تعكس المواهب التكنولوجية المتفوقة والاقتصاد المتنامي ونظام الشركات الناشئة النابض بالحياة، مما يعني أن الهند في وضع ممتاز لتحقيق إمكاناتها القيادية في هذا المجال.
إرسال تعليق