أعلن البروفيسور جاري هانت، أحد العلماء المسؤولين عن مهمة "فوياجر" التابعة لناسا، عن توقعه بوصول المركبة الفضائية "فوياجر 1" إلى ذكراها الخمسين، بعد أن نجحت في التعافي من توقف غير متوقع في الاتصالات. هذا الإنجاز المذهل يأتي بعد أكثر من أربعة عقود من العمل المستمر في الفضاء، وهو ما يعكس قدرة هذه المركبة على الصمود في ظروف قاسية.
تم إطلاق مركبتي "فوياجر" في عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، لتصمدا حتى الآن لما يقارب نصف قرن في الفضاء، وهو أمر يعتبره العلماء إنجازًا غير مسبوق. ويتوقع هانت أن يظل الاتصال مستمرًا مع المركبات حتى عام 2027، أي بعد خمسين عامًا من انطلاقهما.
وأكد المتحدث باسم مختبر الدفع النفاث التابع لناسا أن الوكالة تأمل في أن تظل الطاقة المتبقية من المولدات الكهروحرارية النظيرية قادرة على تشغيل الهوائي وجهاز علمي واحد على الأقل حتى أوائل الثلاثينيات من القرن الحالي. ومع مرور الوقت وتناقص الطاقة المنتجة من المولدات، اضطرت فرق "فوياجر" إلى اتخاذ قرارات صعبة للحفاظ على الأداء الأمثل للمركبات. وقد تم إيقاف جهاز قياس البلازما على "فوياجر 2"، ليبقى أربعة أجهزة عاملة فقط على المركبتين.
وفي أكتوبر الماضي، تعرضت "فوياجر 1" لصمت مفاجئ بسبب أمر بتشغيل سخان، حيث توقفت إشاراتها عن الوصول إلى شبكة الفضاء السحيق. وأوضحت ناسا أنه رغم أن "فوياجر 1" كان من المفترض أن تمتلك طاقة كافية لتشغيل السخان، إلا أن الأمر أدى إلى تفعيل نظام الحماية من الأعطال. بعد جهود مكثفة من المهندسين، تم استعادة الاتصال وتحديد سبب المشكلة.
من جهة أخرى، يعكف المهندسون حاليًا على جمع البيانات اللازمة لاستعادة وظائف "فوياجر 1" بالكامل، فيما يمثل الفريق الحالي جيلًا جديدًا من المهندسين الذين واصلوا العمل على مهمة "فوياجر" بعد تقاعد الفريق الأصلي الذي صمم وبنى المركبتين.
تجدر الإشارة إلى أن العالم إد ستون، الذي كان مسؤولًا عن مشروع "فوياجر"، توفي في يونيو 2024 عن عمر يناهز 88 عامًا. ومن المقرر إقامة حفل تأبيني له في مختبر الدفع النفاث في ديسمبر المقبل.
وفي تعليق له، قال هانت مبتسمًا: "إنه أمر مدهش... هذا الشيء يواصل العمل!"، ليعكس بذلك الإعجاب الكبير في استمرارية عمل "فوياجر 1" رغم كل التحديات.
إرسال تعليق